اتخذت السلطات التونسية تدابير أمنية مشددة لمنع تحركات كان عدد من المدونين يعتزمون القيام بها احتجاجاً على الرقابة الصارمة على الأنترنت· وقد شهد محيط وزارة تكنولوجيا الاتصال انتشار عدد كبير من قوات الأمن بالزي المدني ووحدات من قوات مكافحة الشغب· وكثفت عناصر الشرطة دورياتها في شارع الحبيب بورقيبة الحيوي في العاصمة تونس، الذي يوجد به مبنى وزارة الداخلية، وقامت بالتأكد من هويات الشبان المارين أو الموجودين في المقاهي· بينما مُنع صحفيون ونشطاء من البقاء هناك فرادى أو جماعات· وكان المدونون ياسين العياري وسليم عمامو ولينا بن مهني دعوا إلى تنظيم مظاهرة سلمية، أول أمس، أمام مقر الوزارة للمطالبة ب ''الإيقاف الفوري والتام لحجب مواقع الأنترنت، ورفع الحظر عن كل المواقع الإلكترونية المحجوبة''· وأعلن هؤلاء في بيان بثته مدوّنات ومنتديات إلكترونية تونسية أنهم وجهوا رسالة عبر البريد إلى وزير الداخلية التونسي رفيق بلحاج قاسم أبلغوه فيها بمكان وتوقيت المظاهرة والهدف من تنظيمها· وأوضحوا في البيان أن المظاهرة ''لا تتبع أي حزب أو جمعية تونسية'' ودعوا من يرغب في المشاركة فيها إلى ''عدم جلب لافتات أو التغنّي بشعارات قد تعطي معنى سياسيا أو دينيا للمظاهرة''· وقال مراقبون إن هذه أول مرّة في تاريخ تونس الحديث، يدعو فيها شباب ''غير مسيس'' أو معارض للسلطات إلى تنظيم مظاهرة احتجاجية ضد الحكومة·