تواصلت فعاليات الطبعة الخامسة من المهرجان الوطني للمسرح المحترف، وقد حلت يوم الأحد مسرحية ''طارتوف''، التي أعلنت عن دخول مسرح قسنطينة الجهوي المنافسة الرسمية، والتي تعتبر آخر إنتاج لها هذه السنة· بعد أن شاهد جمهور بشطارزي نفس المسرحية باللغة الأمازيغية، والتي قدمها مسرح تيزي وزو الجهوي، كانت مسرحية ''طارتوف'' لقسنطينة باللغة العربية. نص طارتوف يعتبر أكثر النصوص جدلا من نصوص أدب المسرح العالمي الذي ترجمه سعيد بولمرقة من نص موليير الذي يحمل نفس الاسم، والذي ثارت حوله الكنيسة لتعريته نفاق رجال الدين في تلك الفترة، التي يدعون فيها الورع، لا لشيء إلا لتحقيق مآرب شخصية بعيدة عن العقيدة والدين· أخرج العمل محمد طيب دهيمي بالتنسيق مع بن عزيز، أحسن سعيد وزرماني علاوة، في حين كانت السينوغرافيا لحليم رحموني بمساعدة يحيوش رابح، نسج الموسيقي حنافي ملياني، فيما عادت الأدوار الرئيسية في المسرحية إلى مجموعة من الممثلين أثبتوا أنفسهم على الركح، وهم بن أعزيز أحسن (طارتوف)، زرماني علاوة (أورغون)، طبوش سامية (المبر)، نقواش شاهيناز (دورين)، بولخروف حسين (السيد بيرنيل)، رداف عيسى (السيد لويال)، إيزام زبير (كليونط)، بالإضافة إلى بوكرو سيف الإسلام في دور داميس، حمدي كريمة في دور ماريال، ولبيض رمزي الذي جسد دور فالير· القصة تروي يوميات ''طارتوف''، شخص ماكر منافق يدعي الورع ويتمادى في التدين لدخول قلوب الناس، وقد نجح في الاستحواذ على قلب أورغون الذي يُعجب بتخليه عن ملهاة الدين لصالح تطبيق شريعة الله، لكن قناع الورع الذي يلبسه ''طارتوف'' هذا يختفي وراءه شهوات سادية ووصل به المقام إلى أن يتحرش بزوجته ويطمع في الزواج بابنته، هذا بعد أن تخلى لها عن كل ممتلكاته ومنزله، الزوجة من منطلق معرفته لرغباته تحيك له مكيدة ليسقط قناعه وينكشف أمام صاحب الدار، وتنتهي المسرحية بخروج الخائن خائبا· عرض ممتع مع السينوغرافيا المميزة التي وضعت على الركح، خاصة مع استغلال الممثلين للمساحة العامة المخصصة لهم، وبمواقع تراجيدية تارة، وكوميديا ساخرة من العبث اليومي أعطت نص موليير روحا جزائرية خالصة، تفاعل معها الجمهور، حيث عالج موضوع النفاق بكل تجلياته اليومية وسوء توظيف الدين الذي كان إسقاطا مباشرا على الكثير من المجتمعات العربية في الوقت الحاضر·