عندما نسمع اسم ''رابح ماجر'' أو نشاهد صورته أو نقرأ عنه، تأتي مباشرة إلى أذهاننا صورة لشخصية رياضية جزائرية، توصف بالأسطورة التي صنعت أفراح كرة القدم الجزائرية، حيث لعب مع منتخب الجزائر 87 مباراة سجل خلالها 40 هدفا، وحقق المجد من جميع جوانبه على الصعيد المحلي والقاري والأوروبي، وخلد اسمه بين عمالقة ومشاهير اللعبة الأكثر شعبية في عالم، فهو نجم يعتز ويفتخر به الجزائريون، كونه رفع رؤوسهم في أشهر ملاعب كرة القدم في العالم، ورفع رأس كرة القدم العربية والمغاربية، وأصبح يلقب بالنجم العالمي بنكهة عربية مميزة، فلم يكن اختيار وتعيين رابح ماجر سفيرا لدى المنظمة الأممية للتربية والعلم والثقافة ''يونسكو'' للنوايا الحسنة صدفة، بل كان ذلك بفضل مساره الكروي الحافل بالتتويجات والألقاب والإبداع، وكذا بفضل مشواره الثري الذي طبعه الإبداع فوق الميدان وتسجيل الأهداف بفنيات أصبحت تسمى على طريقة ''رابح ماجر''، يضاف إليه أخلاقه الجزائرية الحميدة والعالية التي يتميز بها والانضباط الصريح والجدية القوية طيلة مشواره الكروي، والاحترام والتقدير الكبير التي سكنت شخصيته، والتي لا يزال يحتفظ بها إلى يومنا هذا، فنجم المنتخب الجزائري لكرة القدم ومدربه السابق رابح ماجر، قرر أن يحمل على عاتقه مسؤولية كبيرة، واعتنق وسام الاعتزاز ليدافع عن قضايا الشباب في العالم وعن قيمهم كالسلم والتربية والرياضة والثقافة والحوار واللاعنف، فهو أول رياضي عربي ومغاربي توكل له هذه المهمة· وبالرجوع إلى مساره الكروي نجد أن رابح ماجر، من مواليد 18 فيفري ,1958 في حسين داي بالجزائر العاصمة، بدأ ممارسة كرة القدم في الشارع الشعبي حسين داي، قبل أن يلتحق بنادي ملاحة حسين داي، حيث حقق معه بطولتين، وبدأ صيته بالانتشار بفضل مهاراته وفنياته الكروية الخارقة التي أوصلته إلى المنتخب الوطني الجزائري، وذلك في تصفيات كأس العالم 1982 بإسبانيا، وساهم إلى حد كبير في تأهل الجزائر لأول مرة إلى كأس العالم، وسجل ماجر الهدف الثاني ضد ألمانيا ليفجر على إثره قنبلة المونديال من العيار الثقيل وأنزل الصاعقة على المنتخب الألماني عندما هزموهم ب 2 - ,1 وبعد هذا الفوز تهافتت الأندية الأوروبية على نجوم الجزائر وكان رابح ماجر في مقدمتهم، ليعود الحظ لنادي راسينغ باريس الفرنسي للفوز بصفقة هذا النجم العربي، وكان له دور كبير في فوز فريقه بدوري الدرجة الثانية بعد تسجيله ل23 هدفا، وفي 1985 تعاقد ماجر مع نادي بورتو البرتغالي، وقاده لتحقيق بطولة الدوري، وفي هذا النادي العريق اكتسب ماجر شهرته، وبعد انتهاء موسم 1986 نال رابح ماجر جائزة أفضل لاعب أجنبي في الدوري البرتغالي، وفي 1987 سجل رابح ماجر اسمه بأحرف من ذهب في تاريخ كرة القدم العربية والأوروبية والعالمية، عندما قاد فريق بورتو لمنصب المجد، وأحرز كأس دوري أبطال أوروبا، وذلك للمرة الأولى في تاريخ نادي بورتو، ويكون بهذا التتويج اللاعب العربي والمغاربي الأول والوحيد الذي يرفع كأس دوري الأبطال الأوروبية، وكان ذلك في فيينا في مقابلة جمعت نادي بورتو ونادي البايرن ميونيخ الألماني، حيث كان البايرن متقدما ب ,0-1 وفي الدقيقة 77 وفي ظرف ثوانٍ قليلة وبلمسة سحرية بالكعب أدرك ماجر التعادل لفريقه، وبعد ثلاث دقائق من هدفه الأول، راوغ ابن حسين داي دفاع البايرن وبفنيات خارقة مرر كرة عرضية على طبق من ذهب باتجاه زميله جواري الذي أسكنها في الشباك، وفاز بورتو باللقب الأوروبي، وصار رابح ماجر أول لاعب عربي وإفريقي طبع قبلاته على كأس أبطال أوروبا· كما نال في سنة 1987 الكرة الذهبية الإفريقية، وبالعودة إلى المسار الكروي لرابح ماجر في أوروبا، نجد أنه انتقل إلى فالنسيا الإسباني في موسم ,1988 ونثر إبداعاته في ملاعب الماتادور، ولكنه ما لبث أن عاد إلى بورتو بعد موسم قصير، وانتقل رابح ماجر فيما بعد إلى نادي قطر القطري، ليختم مسيرته كلاعب في قطر، ويتحول فيما بعد إلى مدرب، وبعدها إلى محلل كروي جزائري وعربي مميز نابع من خبرة ميدانية كبيرة بدأت في القارة السمراء ووصلت إلى أوروبا·