قدم، أول أمس، في العرض ما قبل الأخير للمهرجان الوطني للمسرح المحترف، المسرح الجهوي لمدينة قالمة أول عرض له في المنافسة الرسمية التي دخلها بمسرحية ''لحظات للمسرح'' التي قام بإخراجها حيدر بلحسين· تدخل مسرحية ''لحظات مسرح'' للمخرج حيدر بن حسين في إطار مسرح العبث كما عودتنا عليه الطبعة الخامسة للمهرجان، شارك في تمثيلها كل من أدار محمد، بلكروي عبد القادر، وراد فتيحة، قابوش خليل، بالإضافة إلى كل من بن يعقوب ياسين وعداس أسمهان ·· أحداث المسرحية تدور في قالب بسيط في البداية حين تجتمع جماعة من الشباب الموهوب في التمثيل المسرحي وتحاول أن تجد مكانا تتمرن فيه على مسرحيتها الجديدة التي تريد لها أن تنال إعجاب الجمهور، لتجد نفسها في الأخير في عالم آخر، غريب وغير مفهوم، كغرابة وتعقيد طباع الشخصيات التي يجب أن، تتقمصها تتلخص صعوبته في تقمص شخصية أخرى، ومحاولة امتلاك نفسية أخرى غير نفسيتك حتى وإن كان الأمر يتعلق بتمرين على مسرحية· أما عن المسرحية التي كان يتمرن عليها الشباب فهي تتعلق بقصة مقتبسة من نص عالمي لجاك رومان بعنوان ''حكام قطر الندى'' يتحدث عن زوج فقير يفتقد ابنه الوحيد الذي لم يعرف مصيره بعد الغياب الطويل، أهو ميت أم حي، المفاجأة تشكل عالما من الفرح في العائلة، هذه الفرحة التي تلي اللقاء لن تدوم طويلا حيث يغادر مرة أخرى المنزل بحثا عن الماء بسبب الجفاف الذي تشهده القرية· كانت سينوغرافيا المسرحية لحمزة جاب الله بسيطة بساطة المكان التي تجري فيه التمرينات، حيث حاول أن يصنع ركحا على ركح بشطارزي، من خلال الكراسي، الستائر وبعض مصابيح الإضاءة، في حين كان إخراجها مسرحا عبثيا بأتم معنى الكلمة، الكل يتكلم في آن واحد، بخلفية موسيقية صاخبة كانت أقرب إلى العبث المسرحي منها إلى مسرح العبث·