سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
''الجزائر نيوز'' تدخل مراكز إجراء المكفوفين وذوي الاحتياجات الخاصة خلال امتحان شهادة البكالوريا: المترشحون لشهادة البكالوريا من فئة المكفوفين يقاطعون تقنية البراي
سميرة، محمد، مجيد، وأمثالهم··· لم تشكل الإعاقة الجسدية حاجزا أمام التحاقهم بمراكز الامتحان لاجتياز شهادة البكالوريا للدورة الجارية بعد متابعتهم الدروس طيلة السنة الدراسية، رافعين بذلك شعار التحدي وحجتهم في ذلك أن الإعاقة في الذهن لا في الجسد، وأن فقدان البصر تعوّضه البصيرة ليتحول بذلك الظلام الدائم إلى عزيمة تعززها إرادة اجتياز امتحان البكالوريا لكي لا يغتال حلم الالتحاق بالجامعة مثل أقرانهم· اليوم الثالث من عمر امتحان شهادة البكالوريا للدورة الجارية لم يختلف عن الامتحانات السابقة، فبين التفاؤل والرضا عن ما قدمه المترشحون في ورقة الإجابة على أسئلة الامتحان، وبين عدم الرضا والتشاؤم من النتائج، هكذا تراوحت ردود الفعل الأولية بالنسبة لفئة ذوي الاحتياجات الخاصة أو الصم والبكم والمكفوفين والمعاقين حركيا ممن اقتربت ''الجزائر نيوز'' منهم بعد أن خصصت لهم مديرية التربية لولاية الجزائر شرق مراكز محددة لتمكينهم من إجراء امتحان شهادة البكالوريا على غرار بقية المترشحين لإجراء الامتحان بالمقاطعة الشرقية بالعاصمة· 13141 مترشح لشهادة البكالوريا من بينهم 14 من فئة المكفوفين والمعاقين حركيا بالمقاطعة الشرقية تشير الأرقام التي استقتها ''الجزائر نيوز'' من مديرية التربية لولاية الجزائر شرق، أن العدد الإجمالي للمترشحين لشهادة البكالوريا الموزعين على 39 مركز إجراء امتحان بالمقاطعة الشرقية من العاصمة يقدر 13141 مترشح، في حين بلغ عدد المترشحين الذين يعانون من إعاقات مختلفة يقدر ب 14 مترشحا، حيث يقدر عدد المترشحين ذوي الاحتياجات الخاصة الصم البكم 10 مترشحين، بينما يقدر عدد المكفوفين بمترشحين، خصص لهم قاعة خاصة بمتوسطة باش جراح الجديدة لإجراء الامتحانات· أما بالنسبة للمعاقين حركيا، فقد قدر عددهم بمترشحين إثنين، فحسب، على مستوى المقاطعة الشرقية، في حين يقدر العدد الإجمالي لعدد المعاقين المترشحين لاجتياز شهادة البكالوريا على المستوى الوطني ب 162 مترشح معاق من بينهم 114 من فئة المكفوفين استنادا إلى إحصائيات وزارة التضامن بموجب الاتفاقية المبرمة مع وزارة التربية الوطنية، تحديث التقنيات المستعملة لتمكين هذه الفئة من اجتياز الامتحانات· المترشحون المكفوفون يقاطعون الإجابة على أسئلة الامتحانات المطبوعة بالبراي لعجزهم عن التحكم في التقنية إذا كان ما يميز بكالوريا الدورة الجارية من السنة الدراسية الحالية بالنسبة لفئة المكفوفين هو طبع أسئلة البكالوريا بتقنية البراي لتمكين المترشحين من التعامل معها وتسهيل عملية إجراء الامتحان في المؤسسات المخصصة لذلك بحكم أنهم يخضعون لنفس التقييم ماعدا حذف الخرائط والرسوم من الأسئلة الخاصة بامتحانات المواد التي تحتاج إلى ذلك على غرار التاريخ والجغرافيا والرياضيات···الخ، وبحكم أن الإصلاحات المدرجة في مخطط إصلاح المنظومة التربوية شملت البرنامج الدراسي الموجه للمكفوفين، فإن الإجراءات التي اتخذتها وزارة التضامن والأسرة والجالية الجزائرية بالخارج بالتنسيق مع وزارة التربية الوطنية في السنة الدراسية الجارية واعتماد تقنية البراي وطبع أسئلة البكالوريا بها، غير أن هاتين الوزارتين أغفلتا قدرة المترشحين المكفوفين على التحكم في هذه التقنية، وهو حال كل من المترشحين في شعبتي الآداب والفلسفة واللغات الأجنبية ممن اجتازوا امتحان شهادة البكالوريا بمتوسطة باش جراح الجديدة اللذان رفضا الإجابة على أسئلة امتحانات البكالوريا المطبوعة ب ''البراي''، وحجتهم في ذلك عجزهم عن التحكم في تقنية البراي للإجابة· وبناء على ذلك، فإن الإجراءات التي اتخذتها الإدارة -حسب رئيس المصلحة بمديرية التربية لولاية الجزائر شرق- هو تخصيص أستاذين لكل مترشح مكفوف يتولى الديوان الوطني للامتحانات والمسابقات بتعيينهما يتلخص دور الأستاذ الأول في كتابة إجابة التلميذ الممتحن في مادة معينة، بينما يسند دور المراقبة والحراسة للأستاذ الثاني الذي يعد بمثابة شاهد لكي لا يحتج التلميذ أو يغير من أقواله لتعاد بعدها أسئلة الإجابة إلى الديوان الوطني للامتحانات والمسابقات ليقوم أساتذة مختصون ذوي تجربة في هذا الميدان بتصحيحها، وأضاف ذات المتحدث أن المواضيع التي تستمد منها أسئلة امتحان شهادة البكالوريا للمكفوفين تتطابق مع الدروس التي يتلقاها المتمدرسون العاديون في المؤسسات التربوية ممن يتمتعون بصحة جيدة أي المتمدرسين النظاميين· أما بالنسبة لظروف إجرائهم الامتحان، وبحكم أن هناك جملة من التدابير الاستثنائية التي خص بها المترشح تتمثل في تخصيص قاعة لهم بمتوسطة باش جراح الجديدة لإجراء الامتحان رفقة طاقم التأطير المرافق لهم، وبالرغم من أن هذه الفئة من المترشحين فقدت نعمة البصر، إلا أن شهادات المشرفين على تأطيرهم تفيد أنهم يتمتعون بقدرات ذهنية تؤهلهم ليكونوا في مراكز أبرز من منطلق أن كل العوائق حتى وإن حجبت الظلمة عيونهم، فإنها لا تقف أمام عزيمة وإدارة المترشح في مواجهة الصعوبات وتحقيق نتائج إيجابية في امتحانات شهادة البكالوريا، كيف لا وقد تعودنا على هذه الفئة أن تكون في الطليعة وفي قائمة الطلبة المتفوقين الأوائل الذين يتم تكريمهم كل سنة دراسية بعد الإعلان عن النتائج النهائية لامتحان شهادة البكالوريا· أول دفعة من المترشحين الصم والبكم يمتحنون مع المتمدرسين النظاميين فقدان السمع والعجز عن الحديث لم يمنع مجيد بن ستي من الالتحاق بقاعة الامتحان لاجتياز امتحان شهادة البكالوريا في مادة قانون العمل، أمس· وبالرغم من إشاراته التي كانت تبدو مضطربة· خلال حديثه مع أستاذ الرياضيات المرافق للطلبة العشر ذوي الاحتياجات الخاصة ممن امتحنوا في متقنة مزاري محمد بباب الزوار، ويعد هؤلاء التلاميذ من بين المترشحين الذين استطاعوا أن يندمجوا مع بقية الممتحنين العاديين· وبقدر ما وجدنا صعوبة في التواصل معه إلا أن شرح الأستاذ لما كان يريد التعبير عنه يفيد بأنه لم يكن راضيا عما قدمه في ورقة الإجابة عن الأسئلة الخاصة بموضوع قانون العمل، غير أنه يأمل أن يعوض ما فاته في امتحان الاقتصاد الذي يحمل المعامل 06 ويعد من ضمن المواد الأساسية بالنسبة لشُعبة التسيير والاقتصاد· وتضمن تصريح الأستاذ وزارية كمال ل ''الجزائر نيوز''، أن إدماجهم في المؤسسات التربوية تم بموجب الاتفاقية المبرمة بين وزارة التضامن ووزارة التربية خلال سنة 2006 تقضي بتمكين هذه الفئة الاستفادة من تأطير خاص دون عزلها عن بقية التلاميذ، وبناء على ذلك تم تخصيص قسم لتأطير هذه الفئة بثانوية عبان رمضان، مما يعني أنها أول دفعة تجري امتحان بكالوريا بصفة عادية وسط مترشحين نظاميين، حيث تتم كتابة الدروس بصفة عادية على أن يتم شرحها باستعمال الإشارات المخصصة للتواصل، والتي ترمز لحروف معينة، مضيفا أن الصعوبة تكمن بالنسبة لهم في عجزهم عن تخزين المعلومات في الذاكرة والتعامل مع الإشارات والأرقام، وبالتالي فإن التخصصات التي يرغب أغلبهم الالتحاق بها تكمن في تخصص الاقتصاد والمالية·