خلال فعاليات المهرجان الوطني للمسرح المحترف ,2010 وأثناء إجراء المقابلة الودية في كرة القدم بين الجزائروالإمارات العربية المتحدة، ورغم الغوايات الكثيرة التي تلقيتها لمتابعة هذا الحدث الرياضي سواء بفندق السفير أو عند صديقي يوسف بن قريد صاحب مكتبة الجزائر، فإنني قررت عدم مشاهدة اللقاء أصلا بل متابعة العرض المسرحي: سي برتوف، الذي اقتبسه للخشبة الراحل محند أويحيى عن نص طرطوف لموليير و أخرجه أحمد خوذي وهو من إنتاج المسرح الجهوي لتيزي وزو، بالمسرح الوطني الجزائري محي الدين بشطارزي ، والذي تزامن في نفس توقيت المباراة :30,19سا كان هاجسي المركزي: هل يمكن لمباراة في كرة القدم مهما كانت مصيرية إفراغ قاعة العرض من الجمهور؟ وهل سيقدم العرض أمام كراسي حمراء خاوية بحضور المخرج وفريق العمل وأعضاء المحافظة والتقنيين ومديرة المسرح الجهوي : المخرجة فوزية آيت الحاج وأنا ؟؟ قبل ولوجي البناية الضخمة وأنا أعبر شارع عبان رمضان، كانت شوارع العاصمة خاوية إلا من بعض رجال الشرطة بزيهم الرسمي و بعض المهرولين صوب مقاهي ونوادي وبعض السيارات السريعة التي تطوي المسافات طيا· تلك اللحظات المتوقفة من الزمن كانت تشبه إلى حد كبير آذان الإفطار في شهر رمضان المعظم· قلت في داخلي: بكل تأكيد ستكون قاعة مصطفى كاتب فارغة· ولجت بحذر باب البناية الكبرى لم اصدق عيناي·· كأنني خرجت من عالم آخر ودخلت إلى عالم جديد· وجود الكثير من المتفرجين ينتظرون بداية المسرحية المطويات في يد ومجلة المهرجان في يد أخرى· التقيت الكثير من الزملاء و الأصدقاء ولا حديث إلا عن عرض تيزي وزو ، وكيف جزأره الكاتب وصممه المخرج ، وهل سيفهمه بعض الضيوف من بعض البلدان العربية لأنه سيقدم باللغة الأمازيغية ؟ وبدأ العرض··· كنت اجلس في آخر الصف إلى جوار الإعلامي والناقد: بوزيان بن عاشور و كنا نعلق على بعض المشاهد ولا حديث إلا عن العرض، و العرض فقط· أما عن المباراة ··· أية مباراة ؟ لا كرة ؟ ولا جمهور؟ و لا نتيجة ؟ ولا فريق وطني ؟ وانتهى العرض بتصفيقات الحارة ووقفنا احتراما لصناع العرض المسرحي· ها هو المخرج أحمد خوذي يطل على الجميع بخجله وطفولته رغم جرأة عروضه المسرحية والمدوية في كثير من الأحيان غادرت بناية المسرح الوطني، متجها إلى فندق السفير ،لتصلني رسالة قصيرة بالهاتف (سحس)من صديقي شمس الدين بن صخرية يخبرني بفوز الجزائر على الإمارات بهدف مقابل صفر ضحكت وأكملت طريقي فرحا بفوز أحمد خوذي على كريم زياني·1