تحول ليل سكان حي عين النعجة الشعبي إلى نهار، بعد أن أضرم المئات من المواطنين النار في العجلات المطاطية، احتجاجا على الإنقطاع المتكرر للتيار الكهربائي في عز هذه الأيام الحارة، ومازاد من تدهور الأوضاع انقطاع المياه بسبب تعطل المضخات، وقد هدّد هؤلاء السكان بتصعيد الإحتجاج في حال بقاء الأوضاع على حالها· تتواصل الإنقطاعات المتكررة للتيار الكهربائي عبر العديد من مناطق الوطن، ومعها يتصاعد غضب المواطنين، حيث أقدم ليلة الإثنين إلى الثلاثاء الماضي، حوالي800 شاب من سكان حي عين النعجة الشعبي، على إضرام النار في العجلات المطاطية، بعد أن ضاقوا ذرعا بالإنقطاعات المتكررة في عز أيام الحر الشديد ولمدة ساعات طويلة· وقد بدأت موجة الإحتجاج هذه -على خلفية الإنقطاع المتكرر في التيار الكهربائي، الذي يعرفه عدد من أحياء بلدية عين النعجة، وتحديدا على مستوى حي 720 مسكن- في حدود الساعة الثانية عشر ليلا، بإضرام النار بالمكان المسمى ''البومبة''، والموجود على مقربة من حي الجيش، ليمتد بعد ذلك إلى حي خزان الماء (château deau )· وقد تطلبت هذه الوضعية تدخل عناصر الأمن، الذين لم يتمكنوا من التحكم في الوضعية إلا بعد مضاعفة قواتهم، خاصة وأنها كانت تنذر بحدوث انفجار وشيك، يمكن أن يكون بداية لسلسة من الإحتجاجات تمتد إلى مناطق أخرى، في ظل ما يصفه السكان بتنصل ''سونلغاز''من مسؤولياتها· ويؤكد عدد منهم، أن الوضعية التي أصبحوا يعيشونها لا تبعث على الإرتياح مطلقا، خاصة في ظل الإنقطاع المسجل في التيار الكهربائي بشكل يومي، يمتد لساعات طويلة وفي معظم الأوقات طيلة الليل، على غرار ما حدث أول أمس، حيث سجل انقطاع في حدود الساعة الحادية عشر ليلا، واستمر إلى غاية منتصف نهار أمس· وقد حمّل هؤلاء مؤسسة ''سونلغاز''، المسؤولية كاملة، متهمين إياها بممارسة سياسة الإنتقاء والتمييز في اختيار الأحياء التي يتم حرمانها من هذه المادة الحيوية، خاصة مع موجة الحر الشديد التي تشهدها العاصمة، رافضين تحجّجها بالإستهلاك المفرط للطاقة عن طريق مكيّفات الهواء· وما زاد من الطين بلة -حسب تعبير الكثيرين منهم- الإنقطاع المسجل في المياه بسبب تعطل المضخات، وهي الوضعية التي أكد هؤلاء السكان عدم إمكانية السكوت عنها· وفي هذا الإطار، هدد مواطنو حي عين النعجة، بتصعيد وتيرة الإحتجاج في حال بقاء الأمور على حالها، متوعدين القيام بأعمال تخريبية يمكن أن تطال هيئات ومؤسسات إدارية، كونها الوسيلة الوحيدة التي يمكن أن تأتي بنتائج إيجابية· ''سونلغاز'' تكبد تجار عين النعجة خسائر بالملايين من جهتهم، عبّر تجار حي عين النعجة الشعبي، عن استيائهم من الخسائر التي باتوا يتكبدونها جراء الإنقطاع المتكرر للتيار الكهربائى في الأوقات الصباحية والمسائية، محمّلين المسؤولية كاملة لمؤسسة ''سونلغاز''، التي عجزت عن توفير الكهرباء لمواطنيها، في حين لم تتأخر عن تصديرها إلى كل من تونس والمغرب على حد تعبير عدد منهم، هنا آراؤهم··· الكلمة للتجار علي فروع (صاحب مخبزة) لقد بدأنا نضيق ذرعا بسبب الوضعية التي أصبحنا نعيشها، على خلفية الإنقطاع المتكرر للتيار الكهربائي في الفترات الصباحية وحتى المسائية، والتي تكبدنا بسببها خسائر مالية فاقت ال150 ألف دينار في ظرف ثلاث أيام، خاصة وأن المواد التي نستعملها سريعة التلف· على مؤسسة ''سونلغاز'' أن تجد حلا في أقرب الآجال وإلا فإن الأوضاع ستنفجر على مستوى هذا الحي الشعبي، كما حدث ليلة أول أمس· عبد الحق (صاحب محل للمواد الغذائية) لم نعد نطيق الوضعية التي نعيشها، خاصة وأن مدتها غير محددة زمنيا، ضف إلى ذلك الخسائر المادية التي نتكبدها، والتي لا دخل لنا فيها· كيف ل''سونلغاز'' أن تقطع الكهرباء عنا في عز الصيف متى تشاء ودون سابق إنذار، الغضب أكثر في هذه القضية أن هذه الانقطاعات تشهدها أحياء دون أخرى، فنحن لم نسمع عن انقطاعات مسجلة على مستوى بلديات أخرى كحيدرة أو المرادية مثلا· تيقرة رمضان (صاحب قصابة) نحن أكثر من تضرر من هذه الإنقطاعات، فاللحوم كما يعلم الجميع مادة سريعة التلف، لا يمكن أن تتحمل أكثر من 48 ساعة، فنحن خسرنا ما قيمته 55 ألف دينار، بسبب انقطاع دام 12 ساعة، فلكم أن تتخيّلوا الوضعية عند تسجيل كل انقطاع، وهو ما يحدث بشكل يومي على مستوى حي عين النعجة· وأريد أن أؤكد على أن مؤسسة ''سونلغاز''، التي تحرص على تصدير المادة نحو كل من تونس والمغرب، في حين تعجز عن توفيرها للجزائريين، مطالبة بإيجاد حل عاجل· آيت كايد (صاحب محل لحوم الدجاج) الأمور لم تعد تبعث على الإرتياح مطلقا، كنا نعاني من جفاف الحنفيات، والآن من جفاف أعمدة الكهرباء، كيف لنا أن نتحمل ذلك في عز الصيف· ''سونلغاز'' تقول أن الأمور خارجة عن نطاق تحكمها، وما لا نفهمه هو الأحياء التي تسجل فيها إنقطاعات دون غيرها، ونحن نتكبد خسائر قد تتضاعف أكثر في حال استمرار تسجيلها· لا أدري ماذا أقول أو ماذا أفعل، حقيقة الأمور معقدة وأخشى أن تصل إلى نقطة اللاعودة·