الفرنسيون ما زالوا ساخطين على فريق ''الديوك'' وأطلقوا عليه إسم ''الدجاجات''، ومن سوء حظهم، أصابهم خوف كبير من عدم وصول أي فريق أوروبي إلى الدور النهائي، ظهر ذلك خلال النقاش الساخن الذي يدور الآن في فرنسا حول ''الزرق'' أو ''الفريق الأزرق'' والصعود المفاجئ لمنتخبات آسيا· وخوفهم مشروع هؤلاء الفرنسيين، فلم يصعد للدور الثمن النهائي إلا ستة فرق أوروبية، والفرق الباقية جاءت من أمريكا اللاتينية وآسيا، وفريق واحد ووحيد جاء من إفريقيا، هو غانا، الفريق الذي سنسانده جميعا عن بكرة أبينا· والحق أن بعض الدول أحدثت مفاجأة، مثل اليابان وكوريا الجنوبية والشيلي وغانا، الممثل الوحيد للأفارقة في هذا المونديال الإفريقي· وقد شعرت وأنا أتابع القنوات الفرنسية والنقاش الحامي الوطيس الدائر فيها، أن الفرنسيين لم يشعروا بالخيبة فقط، بل هم خائفون من سطوع نجم هذه الفرق في كرة القدم، بعدما سطعت نجومها في العلوم والتكنولوجيا والاقتصاد· ومعهم حق، فكرة القدم ليست اللعبة الأولى في آسيا وليست رياضة شعبية، رغم أنها مثل العبادة في أمريكا اللاتينية، فهم يحبون البايزبول والتنس والرياضات القتالية وكرة السلة وألعاب القوى، والآن يزحفون للإستحواذ على كرة القدم والسيطرة عليها، وهذا ما جعل الفرنسيين خائفين، فكرة القدم هي الرياضة الأولى في أوروبا، وأوروبا هي التي تتحكم فيها، وأكبر الفرق وأغناها توجد في أوروبا، وميزانيات بعضها أكبر من ميزانيات بعض الدول الإفريقية، وأحسن اللاعبين في العالم يلعبون في البطولات الأوروبية، وخيرة المدربين الكبار لعبوا هناك، على رأسهم الشاب دونغا مدرب البرازيل، والشاب مارادونا مدرب الأرجنتين واللاعب الأحسن والأفضل والأجمل في العالم كله وفي كل الأوقات· ولدي إحساس بأن عشاق كرة القدم الحقيقيون في أوروبا وفي العالم كله، يتمنون أن يكون النهائي ''أمريكيا جنوبيا''، بين البرازيل والأرجنتين، فمثل هذا النهائي إذا حدث، سيكون نهائي قمة بين لاعبين موهوبين وفنانين ومبدعين وسحرة، وسيكون فرجة ومتعة حقيقية تنسي الجميع في خيباتهم المونديالية، مثل خيبة الاقصاء وخيبة التحكيم وغيرها من الخيبات، وتجعلهم يشاهدون مباراة جميلة وممتعة يقودها مدربان شابان، أقول شابان وأضع سطرين تحت الكلمة، هما دونغا ومارادونا، فكلاهما كان لاعبا ماهرا، وكلاهما أصبح مدربا ناجحا، أقول هذا و''الكلام عليّ والمعنى على جارتي'' على حد التعبير الشائع·