سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
فيما تشهد محلات ألعاب الفيديو إقبالا غير مسبوق بعد صدور برنامج إلكتروني جديد يتضمن ''الخضر'': الأطفال يستغلون ألعاب الفيديو للثأر من الخروج المبكر ل ''الخضر'' من المونديال
تشهد محلات ألعاب الفيديو بولاية تيزي وزو في الأيام الأخيرة إقبالا غير مسبوق للأطفال والمراهقين الذين يتوافدون عليها بكثرة لقضاء أوقاتهم، ويلصقون أعينهم بالشاشة التي تحمل إليهم صورة متحركة يتحكمون فيها كما يريدون، ويعود السبب الرئيسي لهذا الإقبال الكبير إلى صدور برنامج جديدة في ألعاب الفيديو الخاصة بمباراة كرة القدم، وهي المنتخبات التي شاركت في كأس العالم بجنوب إفريقيا، من بينها المنتخب الوطني الجزائري، وهذا الأخير أصبح الأكثر اختيارا من طرف الأطفال لمواجهة الفرق الأخرى· في السابق كان الأطفال يتوافدون على محلات ألعاب الفيديو قصد الترفيه وقضاء أوقاتهم في مختلف الألعاب المتوفرة على غرار الألعاب الإلكترونية، ألعاب الفيديو، البابي فوت، البيار،·· وغيرها، لكن حاليا أصبحت وجهة هؤلاء الأطفال موجهة بكثرة إلى ألعاب الفيديو الخاصة بمباراة كرة القدم، بعد صدور برنامج إلكتروني جديد يتضمن كل المنتخبات الوطنية المشاركة في مونديال جنوب إفريقيا والتي شارك فيها المنتخب الوطني الجزائري، وهذا الأخير استطاع أن يجذب اهتمام الأطفال الذين يقضون جل أوقاتهم أمام شاشات التلفاز لمواجهة أكبر المنتخبات الكروية في العالم· إنجلترا، سلوفينيا والولايات المتحدةالأمريكية هي أهم المنتخبات التي يختارها الأطفال كخصم ل ''الخضر'' اكتشفنا خلال الجولة الاستطلاعية التي قادتنا إلى العديد من محلات ألعاب الفيديو بتيزي وزو أن الأطفال يفضلون اختيار الفريق الوطني الجزائري ويتحكمون فيه بجهاز التحكم لمواجهة الفرق الأخرى المشاركة في كأس العالم، والتي يتضمنها البرنامج الإلكتروني الجديد، وما شد انتباهنا هو أن الأطفال يفضلون اختيار المنتخبات الثلاثة التي كانت في المجموعة الثالثة مع ''الخضر'' في المونديال وهي سلوفينيا، إنجلترا والولايات المتحدةالأمريكية لأن تكون خصم الجزائر، وهذا قصد إطفاء غليلهم والفوز عليها إلكترونيا بعدما عجزت الجزائر عن الفوز عليها فوق الميدان، حيث يشعر هؤلاء الأطفال بارتياح كبير بعد تحقيق فوز عليها وبنتيجة كبيرة، وفي هذا الصدد يقول ''سمير'' 13 سنة ''منذ أن خرج البرنامج الجديد لمباراة كرة القدم لم أفارق هذا المحل، وآتي خصيصا إلى هنا لاختيار الفريق الوطني الجزائري كفريقي المفضل لأواجه به سلوفينيا وإنجلترا وأمريكا، ولن أغادر هذا المكان إلا إذا حققت نتيجة كبيرة عليهما، وهكذا أشعر بارتياح كبير''· وفي نفس السياق، يقول ''يوبا'' 16 سنة وجدناه جالسا أمام شاشة تلفاز بمحل ألعاب الفيديو بالمدينةالجديدة ''لم أتقبل خروج الجزائر من المونديال، وأفضل الثأر من الهزيمة بألعاب الفيديو باختيار ''الخضر'' لأواجه به الفرق التي تسببت في خروجه المبكر من المونديال''، وفي نفس الإطار التقينا بأطفال حققوا فوزا كبيرا على هذه الفرق الثلاثة وبصفة متكررة، وأصبحوا يفضلون مواجهة الأرجنتين والبرازيل والبرتغال، وفي هذا الصدد يقول ''يونس'' 14 سنة ''هزمت سلوفينيا بنتيجة 12 مقابل واحد، وانجلترا ب 14 مقابل ,2 والولايات المتحدةالأمريكية ب 16 مقابل ,0 وهذا بصفة متكررة بالرغم من أن فارق الأهداف يختلف من مقابلة لأخرى، وأنا الآن أفضل مواجهة كل من الأرجنتين والبرازيل والبرتغال المرشحة لنيل كأس العالم، وهكذا أكون مرتاحا ذهنيا، لأني أحقق ما لم يحققه فريقنا الوطني في المونديال''· كل من يفضل اختيار ''الخضر'' في ألعاب الفيديو ويفوز به يلقب بأحد أسماء محاربي الصحراء ومن ينهزم به يلقب ب ''زيرو'' خروج ''الخضر'' مبكرا من مونديال جنوب إفريقيا جعل الأطفال الجزائريين يعيشون حالات الاستياء والتذمر، ولم يتقبلوا ذلك لاسيما مع الأداء الرائع لمحاربي الصحراء في المقابلات الثلاثة، فخلال جولتنا الاستطلاعية بمدينة تيزي وزو اكتشفنا أن الأطفال لا يتقبلون كذلك هزيمة الفريق الوطني الجزائري بألعاب الفيديو، وكل طفل يختار''الخضر'' كفريق مفضل له وينهزم به أمام أي منتخب آخر يتعرض للسخرية، ويضحك عليه الأطفال الآخرون ويلومونه، ويلقبونه ب ''زيرو'' أي صفر، وفي هذا الصدد أكد ''محمد'' 29 صاحب محل لألعاب الفيديو بحي محمد بوضياف ''الأطفال يموتون على الفريق الوطني، وكلهم يختارونه ليواجهوا به المنتخبات الأخرى، وفي حالة انهزام أي طفل اختار ''الخضر'' يصبح مصدر ضحك واستفزاز''، ويضيف قائلا ''هناك تحدٍ ومنافسة قوية بين أوساط الأطفال لتحقيق نتائج إيجابية بالفريق الوطني في ألعاب الفيديو، وكل من انهزم يصر على تكرار اللعبة قصد تحقيق الفوز''· هذا، وقد اكتشفنا كذلك أن كل طفل يحقق فوز ب ''الخضر'' يشعر بفخر واعتزاز كبيرين ويلقب الآخرين بأحد أسماء لاعبي منتخبنا الوطني· إدراج ''الخضر'' في البرنامج الإلكتروني الجديد لألعاب الفيديو فتح المجال لانتعاش هذه التجارة لم يخفِ العديد من أصحاب محلات ألعاب الفيديو في شهاداتهم ل ''الجزائر نيوز'' أنه ومنذ صدور البرنامج الإلكتروني الجديد لألعاب الفيديو الخاص بمباراة كرة القدم فتح المجال لكسب أموال كبيرة، حيث أكدوا أن عدد الأطفال المتوافدين على محلاتهم يشهد ارتفاعا هائلا من يوم لآخر، وفي هذا الصدد أشار بعض أصحاب هذه المحلات إلى أنهم وجدوا أنفسهم مجبرين على زيادة شاشات التلفاز، من جهة لإتاحة الفرصة لكل الأطفال للعب دون الانتظار طويلا، ومن جهة أخرى لكسب المال أكثر لأن هذه اللعبة أصبحت ومنذ انطلاق كأس العالم تلقى رواجا كبيرا وسط الأطفال· وفي هذا الصدد يقول ''أمين'' وهو صاحب محل ألعاب الفيديو بحي ليكادي ''لا أخفي عليكم أنه ومنذ صدور هذا البرنامج الإلكتروني الجديد أصبحت المداخيل التي أحصلها يوميا تفوق ست مرات أو أكثر المداخيل التي كنت أتحصل عليها من قبل''، وهذا ما يؤكده ''فريد'' عامل بمحل ألعاب الفيديو بحي المدينة العليا ''في السابق كنت أتحصل يوميا على ما بين 1500 و 2500 دينار، في مختلف الألعاب، ومنذ إدراج ''الخضر'' في برنامج مباراة ألعاب الفيديو أصبحت أتحصل على قيمة مالية تتراوح بين 3500 دج و5000 دج يوميا''، وهذا ما يؤكد أن تعلق الأطفال بالفريق الوطني الجزائري كبير جدا إلى حد إنفاق أموالهم بكثرة في ألعاب الفيديو لنسيان غليلهم من خروج الخضر من كأس العالم·