أصبحت قضية اختطاف المقاول الشاب بفريحة المدعو ''الوناس إبارار'' 33 سنة الذي اختطف ليلة 3 جويلية المنصرمة بقرب من قرية ثالة تفانة، تأخذ منعرجا خطيرا وتستدعي القلق بعد تعنت الجماعة السلفية للدعوة والقتال في إطلاق سراحه، وهي الوضعية التي خلقت استياء وتذمرا شديدين في أوساط السكان، الذين قرروا اقتحام معاقل السلفية بالمنطقة بالأسلحة خصوصا بعدما تلقت قرية أزروا التي ينحدر منها المقاول تضامنا ومساندة شعبية كبيرة من طرف سكان اعزازفة، تيفزيرت، إفليسن إضافة إلى أكثر من 50 قرية يتضمنها عرش آث جناد· حسب ما علمته ''الجزائر نيوز'' من مصادر محلية مؤكدة، فإن خلية الأزمة التي نصبت خصيصا لمتابعة هذه القضية، قررت منح الجماعة الإرهابية المختطفة مهلة مدتها 24 ساعة لإطلاق سراح الرهينة، وهددت بتصعيد وتيرة الاحتجاج والتحول إلى الحل العنيف والمواجهة المباشرة بالأسلحة· وحسب ما أكدته مصادرنا، فإن ممثلي عرش آث جناد الذي يضم ثلاث بلديات وهي فريحة، ثيميزار وأغريب والتي تحتوي على أزيد من 50 قرية، عقدوا، أمس، اجتماعا طارئا ناقشوا فيه سبل تحرير الرهينة بأي طريقة كانت، وخرجوا بقرارات شديدة اللهجة، أولها عدم الدخول مع السلفية في مواجهة مباشرة إلا إذا واصلت التعنت، حيث قرروا منح الجماعة المختطفة مهلة مدتها 24 ساعة كآخر أجل لإخلاء سبيل المقاول دون دفع فدية، وفي حالة رفض السلفية الاستجابة لهذا المطلب، قرروا التحول إلى حل آخر وهو رفع السلاح واقتحام معاقل السلفية بغابات إيباران المتواجدة بين فريحة وأغريب وإفليسن، وصولا إلى تيفزيرت وميزرانة، للبحث عن الرهينة· وفي هذا الصدد، علمنا أن سكان إفليسن الذين قاموا بعملية مماثلة في نوفمبر 2009، قرروا مساندة سكان فريحة واقتحام الغابات بالأسلحة· إلى جانب ذلك، كشفت مصادرنا، أن ممثلي عرش آث جناد تطرقوا على هامش اجتماعهم إلى الهبة الشعبية التي عرفتها منطقة بوغني خلال اختطاف المدعو ''حساني علي'' بعد اقتحامهم لغابات آث كوفي وأنزار، وقاموا بتخريب معاقل الإرهابيين، حيث قررت خلية الأزمة القيام بنفس عملية سكان بوغني واقتحام المعاقل مباشرة بعد انتهاء المهلة المحددة، وكذا في حالة مواصلة السلفية التمسك بمطلب الحصول على فدية قيمتها ثلاثة ملايير سنتيم مقابل إطلاق سراح ''الوناس إبارار''· وفي سياق هذه القضية، علمنا من مصدر مقرب من عائلة الرهينة أن الجماعة السلفية اتصلت ليلة أول أمس هاتفيا بعائلته، وجددت لها وبلهجة التهديد والوعيد مطلبها المتمثل في دفع فدية مقابل الإفراج عن ابنهم، واقترحوا مناقشة المبلغ وإمكانية تخفيض قيمته، وأضاف ذات المصدر، أن الإرهابيين طمأنوا العائلة على الحالة الصحية للرهينة، وأكدوا لهم أنه يتناول أدويته وفي صحة جيدة، في الوقت الذي أكدت مصادر من العائلة أن الحالة الصحية لابنهم جد متردية لأنه يعاني من مرض خطير لازمه منذ سنوات، ولا يتحمل مثل هذه الضغوط، خصوصا أنه يتناول دواء يقتنيه من فرنسا ولا يوجد في صيدليات الجزائر، علما أن كل أدويته، حسب محدثنا، لا تزال في منزله· هذا، وقد هدد عرش آث جناد الإرهابيين بالجحيم وتحمل المسؤولية في حالة ما إذا تعرض المختطف لمكروه·