عاشت عائلة ابارار أمس ليلة بيضاء احتفالا بعودة ابنها الوناس، حيث كانت الساعة تشير إلى الثالثة والنصف صباحا عندما تنقل أخ الضحية الأصغر وممثل من خلية الأزمة على متن سيارة من نوع مرسيدس إلى المكان المسمى شعوفة على حافة الطريق الوطني رقم 12 وعلى بعد 8 كيلومترات من منزل الضحية لاسترجاع ابنهم الذي وجده جالسا فوق حجر ينتظر وصول أهله الذين استقبلوه بفرحة كبيرة لا يمكن وصفها. وتأتي عملية إخلاء سبيل الوناس 24 ساعة فقط من مسيرة، حيث خرج الآلاف من المواطنين في مسيرة انطلقت من الملعب البلدي لفريحة إلى غاية مقر البلدية وهم يرددون عبارات ''اخلوا سبيل لوناس، أوقفوا الاختطافات''، ''الوناس نفتقدك''، ''لوناس لست وحدك'' وغيرها من الشعارات التي رفعها المواطنون الذين شاركوا في المسيرة وأكدوا عدم الرضوخ والاستسلام وإنهم سيضلون يكافحون إلى أن يتم إخلاء سبيل ابنهم. فرحة قرية ازرو تعيد إلى الأذهان معركة تاشيقونت فبعد مرور 9 أيام على احتجاز لوناس ابارار كرهينة من طرف المختطفين، كلل الصبر والموقف الصارم للسكان بالانتصار العظيم ضد المجرمين وقطاع الطرق الذين زرعوا الرعب والخوف في أوساط عائلة الضحية وسكان منطقته الذين لم يغفل لهم جفن منذ 3 جويلية تلك الليلة المشؤومة التي اختفى فيها أخوهم وصديقهم وكذا ابن قريتهم لوناس عندما كان يهم للعودة إلى مسكنه العائلي بعد أن قام بنقل والدته لحضور حفل زواج أحد أقربائهم. واستناد إلى المصدر الذي أورد الخبر فإن الساعة كانت تشير إلى حدود الساعة الثالثة عندما تلقت عائلة الضحية اتصالا هاتفيا يخبرهم فيه مجهول بأن يذهبوا لاسترجاع ابنهم، حيث انتقل شخصان عينهما المواطنون، واللذان اتجها في حدود الساعة الثالثة ونصف إلى شعوفة التابعة لبلدية مقلع، حيث كان الضحية ينتظرهم، فيما كانت أعين الكل موجهة إلى الساعة ولم تفارقها أبدا وكانوا ينتظرون لحظة دخول لوناس على أحر من الجمر، كما ظل الرجال واقفون خارج منزل الضحية يترصدون مدخل مدينة فريحة بشوق كبير دخول المركبة التي تقل على متنها الوناس، حيث انتاب المواطنين شعور ممزوج بين الفرحة بالخبر الذي أعاد إلى وجوههم البسمة وبين خوفهم من أن يتراجع المختطفون عن قراراهم ويطالبون بتسديد الفدية مقابل إخلاء سبيله. وحسب ما كشف عنه أحد مجاهدي قرية ازرو، فإن انتصار سكان فريحة يعيد إلى الأذهان معركة تاشيفونت التي وقعت في 29 مارس ,1959 حيث وقعت معركة بين الجنود الفرنسيين والمجاهدين، والتي أسفرت على مقتل أزيد من 300 جندي فرنسي فيما استشهد 26 شهيدا من أبناء المنطقة، حيث لا يزال مجاهدو المنطقة والمناطق المجاورة يتذكرون بطولات مجاهديها الذين ضحوا بالنفس والنفيس من أجل قهر الاستعمار الفرنسي فكيف لا ينتصرون على جماعات المختطفين ؟ استمرار منذ الساعات الأولى من انتشار خبر عودة الوناس وحسب مصدر مقرب من عائلة الضحية فإنه مباشرة بعد استرجاع الوناس بمنطقة شعوفة، ونقله مباشرة إلى منزله العائلي نزولا عند رغبة والدته التي كانت تنتظر رؤيته بشوق كبير حين لم تصدق هي وزوجها وكذا أبناؤها أن ابنهم عاد إلى البيت بعد غياب دام في نظرهم سنوات، حيث أنهم لم يتعودوا على غيابه عن المنزل لمدة طويلة، فيما بدأت العائلات تتوافد ومنذ الساعات الأولى بعد سماعها خبر إطلاق سراح الوناس على منزله العائلي لتهنئة أفراد العائلة لا سيما والدته التي احترق قلبها منذ سماعها لخبر اختطاف ابنها. وخلال تواجدنا بمنزل الضحية كان كل من يدخل المنزل بيده صينية من الحلويات المختلفة، وكان من بين الحضور خالة الضحية التي نقل إليها الوناس والدته لحضور عرس بمنزلها ليلة وقوعه ضحية اختطاف. وحسب نفس المصدر فإنه وبعد طمأنينة أهل الضحية على ابنهم تم تحويل الوناس فيما بعد إلى مؤسسة صحية لتلقي العلاج حيث كان التعب والإرهاق باديين عليه لكونه مصاب بمرض مزمن ناهيك عن أنه لا يزال تحت الصدمة. ولقد كان سكان أزيد من 55 قرية الذين ينحدرون قرى عرش، اث غبري، اث جناد وغيرها حاضرون في هذه الانتفاضة الشعبية استجابة لنداء تنظيم مسيرة تنديد بالجماعة المختطفة ورفض مطالبها الابتزازية. ناهيك عن توافد المئات من المواطنين على مسكن الضحية لمواساة أفراد عائلته المجروحة في هذه الظروف الصعبة التي ألمت بالعائلة. 3 جويلية الليلة المشؤومة وللتذكير فإن المقاول ''الوناس إبارار'' البالغ من العمر 33 سنة تعرض لعملية اختطاف ليلة السبت إلى الأحد على مستوى قرية تالة تقانة التابعة لبلدية فريحة الواقعة على بعد حوالي 25 كلم شرق ولاية تيزي وزو، حيث كانت الساعة تشير إلى حدود العاشرة ليلا، حيث غاد الضحية (الوناس) منزله العائلي رفقة والدته على متن سيارة من نوع لحضور عرس بمنزل خالته وعند عودته تفجأ بجماعة مسلحة تقطع له الطريق، حيث نصبت له كمينا على مستوى قرية تالة تقانة وتحت طائلة التهديد بالقتل أرغمته على التوقف وصعد المختطفون على متن سيارته لينطلقوا باتجاه قرية اغيل التابعة لبلدية تيميزار حيث كانت جماعة إجرامية أخرى في انتظارهم ولحظة وصولهم نزلوا من سيارة الضحية وانطلقوا به على متن سيارة أخرى نحو وجهة مجهولة، فيما تم استرجاع سيارة الضحية في اليوم الموالي من طرف أفراد عائلته.