استمتع جمهور تاموقادي في السهرة الرابعة من سهرات تيمقاد بروائع غنائية جزائرية مغربية أصلية في لوحة عكست مدى الترابط المشترك بين البلدين.كل الأنظار كانت تتطلع إلى الفنانتين حورية عايشي والمغربية زينة الداودية اللتين قدمتا برنامجا مطعّما بروائع التراث التي لم تخل من النغمة الأمازيغية الأصيلة التي انسجمت مع سحر المدينة الأثرية ثاموقادي. بداية توجهت الداودية إلى جمهور الشباب لتؤدي بعضا من أغاني الراحل حسني لتنتقل بعدها إلى التراث المغربي الزاخر مستعرضة في برنامجها أغلب مراحل تطور الأغنية المغربية، وهكذا فإن الجمهور لم يبخل على الداودية بالتجاوب بل بالامتزاج خاصة في اللحظات الأمازيغية مما أعاد هذه الفنانة إلى حنينها لأصلها الأمازيغي. لم تكن بنت الريف الأوراسي وصاحبة رائعة ''رعيان الخيل''، أقل شأنا حيث استغلت سكون الليل لتطلق صوتها المدوي الذي تنبعث منه رائحة الانتماء إلى أرض العرعار والبلوط، والذكريات الجميلة التي تنقلها معها دوما إلى ما وراء البحر. حورية عيشي التي نشرت صوتها الجبلي في أجواء تميقاد تغنت بالوطنية وبالتراث وهي تجوب ركح المسرح الجديد الذي وصفته بالمكسب، بالمناسبة صرحت هذه الفنانة ل»المساء« أنها فخورة بالوقوف على هذا المسرح وهي تعمل على أسعاد جمهوره بأعمالها المستمدة من التراث الأصيل، وداعية إلى تطوير هذا المهرجان وإعادته إلى سنوات مجده في فترة الستينيات من القرن الماضي.