تعتبر، الفنانة التونسية ''الشابة ريم''، النجمة الصاعدة والمرشحة الأولى وبدون منازع، لتمثيل الموسيقى التونسية بطابع الراي، معروف عنها أنها أدات العديد من الطبوع الموسيقية، ومتعلقة كثيرا بالموسيقى الجزائرية، وبصفة خاصة بطابع الراي، إلى حد أن العديد من التونسيين يعتقدون أنها فنانة جزائرية· ''الجزائرنيوز'' التقت بها وحاورتها، فكشفت لنا الفنانة جانبا من مشوارها الفني وعن الكثير من أسرارها، وكذا عن نوعية العلاقة التي تربطها بالجزائريين وبالموسيقى الجزائرية وغيرها من المواضيع· كيف تعرفين نفسك للذي لايعرف الشاب ريم؟ أنا، فنانة تونسية معروفة باسم ''الشابة ريم''، بدأت الغناء منذ كنت صغيرة وأنا في المدرسة الإعدادية، وبعدما تحصلت على البكالوريا، إنتقلت الى العاصمة تونس للدراسة وعملت في التنشيط الشبابي والثقافي، وهنا بدأت موهبتي تنمو وتتطور كون تونس العاصمة تتوفر على الكثير من العازفين والملحنين والفنانين، وأول وقفة لي، كانت في المسرح البلدي المعروف بالمكان العريق الذي يغني فيه أشهر الفنانين، وكانت انطلاقتي الفنية جيدة سنة 2000، بعدها شاركت في حفلات ألعاب البحر الأبيض المتوسط سنة 2001 مع عدد كبير من الفنانين العالمين، ثم بدأت أشتغل في الوسط الفني في المهرجانات المختلفة والحفلات الخاصة مع الأسماء المعروفة في تونس وخارجها، وبعدها عملت مع الفرقة الاستعراضية في مدينة تونس· شاركت في المهرجان الثقافي الإفريقي الثاني وغنيت في مدينة تيزي وزو، ما هو شعورك وأنت تلتقين لأول مرة بالجمهور القبائلي؟ لقد سبق لي وأن غنيت في الجزائر العاصمة، وشرف عظيم لي أن ألتقي، لأولى مرة، بالجمهور القبائلي، ولا أخفي عليكم أني في البداية كنت خائفة جدا، لأني كنت مجبرة على إقناعه في حفل اختتام المهرجان الثقافي الإفريقي، وبعدما صعدت إلى المنصة وأديت الأغنية الأولى ولمست تجاوب وتفاعل الجمهور، حينها استرجعت تركيزي، وبكل صراحة، الفضل في تألقي في هذا الحفل، يعود إلى الجمهور القبائلي الذي ساعدني بالغناء والتصفيق والرقص· تمت برمجة حفلك الغنائي في يوم اختتام المهرجان الثقافي الإفريقي، ألا ترين أنها مسؤولية كبيرة، خاصة وأنه لم يسبق وأن التقيت مع الجمهور القبائلي؟ أقول لك السر في ذلك، صراحة شعرت بهذه المسؤولية وكانت بمثابة المغامرة، لكن لديّ ثقة كبيرة جدا في نفسي، كما يقال عندما نريد شيئا نبلغ الهدف، ولا أخفي عليكم أنه سبق وأن أحييت حفلات موسيقية كبيرة في تونس، وفي عدة بلدان، لكن الحفل الذي أحييته في تيزي وزو كبير جدا، ميزته تلك البهجة والفرحة التي صنعها الآلاف من المتفرجين الذين حفزوني ومنحوني ثقة كبيرة في الغناء، لا سيما عندما غنيت أغنية ''أفافا إينوفا'' بالقبائلية، وأشكر الله أني وفقت في هذا الحفل، ولم أخيب آمال المنظمين والجمهور· لكن كيف شاركت في هذا المهرجان وغنيتي في تيزي وزو؟ أنا أتعامل مع شركة ''برومو ستار'' التونسية، وهي التي قامت بالتنسيق مع مدير الثقافة لولاية تيزي وزو السيد ولد علي الهادي، واقترحوا عليه الفكرة، وقبلها بصدر رحب، أشكره كثيرا على هذه الفرصة التي منحني إياها لأغني أمام الجمهور القبائلي· قمت بأداء عدة أغاني جزائرية بطابع الراي، ما هي علاقتك مع الموسيقية الجزائرية؟ أعتبر نفسي جزء من الموسيقى الجزائرية، ولعلمكم، تربطني علاقة غرام مع الراي الجزائري، ومنذ كنت صغيرة، أغني الراي، إلى حد أن العديد من التونسيين يعتقدون أنني جزائرية، خاصة وأني أعيش في منطقة الشمال الغربي على الحدود التونسيةالجزائرية، وسكان منطقتي يسمعون كثيرا أغاني الراي، كما أن أذني تربت، منذ الصغر، على أغاني الراي الجزائري· من هم الفنانون الجزائريون الذين تأثرت بهم؟ تأثرت بالكثير من الفنانين الجزائريين، لكن ملك الراي الشاب خالد، هو فناني المفضل، كما أحب، كذلك، أغاني كل من الشاب حسني رحمه الله، الشاب بلال، الشاب مامي، ناصرو، محمد لمين، حكيم الصالحي، رضا الطلياني·· والقائمة طويلة، فالراي الجزائري حقق نجاحا كبيرا ووصل إلى العالمية· في الحفل الذي أحييته بتيزي وزو، أديت أغنية ''أفافا إينوفا'' للفنان القبائلي إيدير، كيف جاءتك فكرة الغناء بالقبائلية؟ وما هي العلاقة التي تربطك بالأغنية القبائلية؟ والله الفكرة بدأت بمزحة، وتحولت، فيما بعد، إلى حقيقة، كنت أعرف المكانة الكبيرة التي يحتلها الفنان القبائلي إيدير في قلوب سكان منطقة القبائل، وفكرت في أن أغني لهم أغنية ''أفافا إينوفا''، ويعود الفضل في ذلك إلى شخص من تيزي وزو هو الذي اقترح عليّ الفكرة، وساعدني على ذلك، وقد تم التحضير لهذه الأغنية في اليوم الذي أحييت فيه الحفل وفي ظرف لا يتعدى ساعة، والحمد لله استطعت أن أصنع جوا مميزا بهذه الأغنية التي أداها معي الجمهور بصوت واحد، وأتمنى أن أواصل الغناء في المستقبل بالقبائلية، ولعلمكم، فقد اقتنيت العديد من السيديات لفنانين قبائليين، وأقدم وعدا للجمهور القبائلي بأني، في المناسبات المقبلة، سأغني هنا في تيزي وزو بالقبائلية، وبطلاقة، أغاني قبائلية لفنانين معروفين، على غرار الفنان الكبير إيدير والفنان القبائلي العالمي تاكفاريناس وستكون هناك مفاجآت أخرى كثيرة إن شاء الله· وللعلم، تربطني علاقة حب عميق وإعجاب كبير مع الأغنية القبائلية التي لها مميزات خاصة· نرى أنك تؤدين مختلف الطبوع الموسيقية، بما فيها المغاربية والشرقية والخليجية، لماذا، برأيك؟ صحيح، ليس لي طابع موسيقي مفضل، فأنا أهتم بكل الأذواق والطبوع الموسيقية، على غرار الراي، الموسيقى التونسية، الجزائرية، الشرقية، الخليجية، اللبنانية·· وهذا لكي نواكب المد المغاربي لأن الفنان يجب أن يكون متعدد الطبوع، ولا يجب أن يغني ما يريده هو، بل هو ملزم بأن يؤدي ما يريده الجمهور، وهذا الأخير ليس له نفس الأذواق، ولكي يجمع الفنان جمهوره الذي تختلف رغباته الموسيقية، يجب أن يؤدي كل الطبوع الموسيقية· فالفنان الذي يريد النجاح يجب ألا يغلق على نفسه في طابع موسيقي معين، وهذا لأن مجال الموسيقى أوسع مما نتصوره، فكلما استمعنا لطابع موسيقي معين كلما اكتسبنا منه خبرة جديدة، لأن كل طابع موسيقي فيه جمالية معينة· فيما يخص مواضيع الأغاني، هل أنت من يختارها، أم أن للجمهور دور في ذلك؟ أقوم مع جمهوري بعمل مشترك، فهناك مواضيع أختارها، وهناك مواضيع يختارها الجمهور، فالفنان يلعب دورا كبيرا في المجتمع ومن واجبه أن يفرح ويعلم ويرشد الأشخاص وأن يرتقي للنهوض بالإنسان لأن أسمى درجة رقي الإنسان هو الفنان، وهناك قوة مأثور يقول ''عندما يرتقي الحيوان يصبح إنسانا وعندما يرتقي الإنسان يصبح فنانا''· كما يجب كذلك أن نلبي رغبات وطلبات الجمهور ونؤدي المواضيع التي يقترحها· هل هناك فنان جزائري تتمنين التعامل معه في مجال الموسيقى والغناء؟ أتمنى، من أعماق قلبي، أن أحقق حلمي الذي يراودني منذ كنت صغيرة، وهو أن أغني مع الشاب خالد لأني مغرمة بأغانيه، كما أتمنى أن تتاح لي الفرصة، كذلك، للتعامل مع الكثير من الفنانين الجزائريين، خصوصا مع الفنانين القبائليين والعالميين مثل تاكفاريناس وإيدير· الجزائر تملك فنانين كبار، وكل فنان مهما كانت جنسيته ومهما كان مستواه أو مكانته أو شهرته، يرغب في الغناء مع فنانين جزائريين· ما هي مشاريعك الفنية المستقبلية؟ لديّ الكثير من المشاريع الفنية في المستقبل، لديّ جولة موسيقية وغنائية، قريبا، في الخليج حيث سأحيي عدة حفلات، ولديّ، كذلك، جولة أخرى في تونس والحمامات مع الفنان التونسي القدير وسام فتحي· كما هناك مشاريع فنية أخرى لم تتحدد بعد· كلمة أخيرة؟ والله مهما تكلمت، إلا أني لا أستطيع أن أرد الجميل لسكان منطقة القبائل الذين جعلوني أعيش أحلى أيام حياتي خلال الحفل الذي أحييته في تيزي وزو، وصراحة، هم أناس طيبون يمتازون بالكرم وحسن الضيافة، ولا أخفي عنكم أنهم استطاعوا أن يدخلوا في قلبي، الفرحة والسعادة، فقد أحسست أني جزائرية وقبائلية، وأشكر، جزيل الشكر، أهالي منطقة القبائل، وأتمنى أن ألقاهم في المستقبل القريب بخير إن شاء الله، وأعدهم بالمفاجآت·