يقف صافي بوتلة كعادته شامخا متطلعا نحو غد جديد يحمل معه الإبداع غير القابل للتكرار أوالرداءة التي على ما يبدو بسطت بظلها على الساحة الموسيقية، كما يبقى هذا الفنان العالمي وفيا لبلاده لا ينكر جميلها عبر كل مراحل حياته، لهذا فهو لا يقبل بأية جنسية أخرى أوبحمل أي جواز سفر ماعدا جوازه الأخضر، إلتقته "المساء" وكانت معه هذه الوقفة. - صدر لك مؤخرا الصندوق المتضمن كل أعمالك طوال 30 سنة، فكيف كان شعورك؟ * شعرت بسعادة حقيقية، وبالعرفان من بلدي، كما شعرت بأن الحياة تجري بسرعة لا نحسها في أيامنا العادية، كما التفت إلى الوراء وتذكرت أياما حلوة وأخرى مرة، تمنيت فقط لو كان والداي -رحمهما الله - معي لكنت أسعد. - ماذا يحمل مضمون هذا الصندوق؟ * أشير إلى أن هذا الانجاز هو في البداية عرفان لكل هؤلاء الذين تعاملت معهم عبر مشواري الفني سواء الموسيقيين أوالمخرجين السينمائيين من أمثال لخضر حامينة، بلقاسم حجاج، مرزاق علواش ومن الذين رحلوا كعلولة ومجوبي، وطاهر جاوت وغيرهم، كما أني أعدت بعض المقاطع الموسيقية لبعض الفنانين منهم جمال علام. الصندوق متنوع الطبوع الجزائرية والعالمية متكون من 15 قرصا مضغوطا ومن "دي في دي" علما أني لا أحب التقيد بطابع واحد حتى ولو نجحت فيه. - هل أنت راض عن المشاريع التي حققتها في 30 سنة وهل هناك أخرى تنتظر التجسيد؟ * أقول أن صدور هذا الصندوق لا يعني بالمرة انتهاء مشواري الفني بل هو محطة في حياتي، وطبعا حققت ما خططت له وهو الوصول بالموسيقى الجزائرية الى خارج حدودها وإلى ترك بصمتي الخاصة فيها، أتذكر أن أول مشروع حققته في حياتي كان يوم سفري إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية للدراسة في منتصف السبعينيات، وهنا أتذكر موقف والدي الرجل العسكري -رحمه الله- الذي حرمني من هذ السفر في أول مرة والذي مكنتني منه شركة "سوناطراك" ليقودني بالقوة الى الثكنة كي أؤدي الخدمة الوطنية وصاح في وجهي "عليك أن تؤدي واجبك نحو بلدك، وبشرفي فور انتهاء الخدمة سأسفرك إلى أمريكا كما تشاء"، وبالفعل حقق لي حلمي وأعاد الاتصال بشركة سوناطراك فدرست وتعلمت في أمريكا، وتعلمت أيضا في الجزائر الموسيقى حتى وأنا في الثكنة لأحقق حلمي فيما بعد. حاليا انتظر تجسيد عدة مشاريع منها مشاركتي في انجاز فيلم "الأمير عبد القادر" وفي المهرجان الإفريقي كما أني أحضر لعمل منذ شهر تقريبا بعنوان "سيمفونية الحرا?ة" ويبقى حلمي الوحيد الذي عجزت الى حد الآن عن انجازه هو فتح مدرسة دولية للموسيقى بالجزائر. - عملت في كل الطبوع الموسيقية لكنك تكاد تكون غائبا في الموسيقى الشرقية لماذا؟ * لا أميل كثيرا الى الموسيقى الشرقية، تعاملت مرة واحدة فقط مع الفنانة اللبنانية نوال الزغبي وأعطيتها لحن راي بطلب منها، ماعدا ذلك لم يكن شيء يذكر وأظن أن هذه الموسيقى حلوة جميلة فيها أنين بينما أنا أميل إلى الشحن، الخشونة، الرمل...(يضحك). - ماهو الأثر الذي تركته فيك الأعمال السينمائية وأيضا تجربتك مع الشاب خالد؟ * بداياتي كانت بوضع موسيقى الأفلام خاصة في سنوات ال 70 وال 80 وفيها كانت السينما منتعشة عندنا، وهذا النوع من العمل يحفز الإلهام بداخلك ويعطيك رؤية مختلفة، أما تجربتي مع خالد فكانت ناجحة لكني أردت خوض التجربة الموسيقية في ساحات أخرى كساحة "الطوار?" مثلا وعدم الاكتفاء بالراي أوبخالد وإلا لحكم علينا معا بالركود والتكرار. - كيف تقيّم الساحة الموسيقية اليوم؟ * فيها الحسن والمتوسط والرديء ولكل مجاله وجمهوره.