أكدت الفنانة التونسية سنيا مبارك خلال محاضرتها أول أمس بالمسرح الجهوي بقسنطينة وفي إطار فعاليات المهرجان الدولي للمالوف أن الموسيقى الأندلسية المغاربية لم تأخذ حصة الأسد في العالم العربي، على الرغم من أن هذا النوع من الموسيقى أضاف لمسات إبداعية إلى الموسيقى العربية. كما تحدثت الفنانة التونسية التي ظهرت للجمهور التونسي في سن مبكر وجالت بمعظم الخشبات المسرحية مع كبار الملحنين والموسيقيين خلال محاضرتها عن أهمية الموسيقى الأندلسية وحب وشغف الكثيرين من المشارقة وحتى الأجانب في التعرف على هذا النوع الشعبي من الموسيقى الراقية، ومحاولة الاطلاع على الطبوع والمقامات الكلاسيكية وكذا الأصوات المؤدية لهذا الفن الأصيل. فنانة تونس التي اهتمت في مشوارها الفني بكل أنواع الموسيقى من المالوف إلى الأغنية العربية أكدت في محاضرة أن المحافظة على الأصالة تكمن في التكوين ومحاولة تلقين الطبوع والمقامات الشرقية العريقة المليئة بالأصالة، كما أضافت في حديثها عن الموسيقى الأندلسية أن الموسيقى الأندلسية المغاربية تكملة للموسيقى الأندلسية المشرقية فيما يتعلق بالموشح والزجل. أما عنوان محاضرتها فهو خاص بدور المرأة في الموسيقى العربية، حيث أكدت الفنانة "سنيا مبارك" أن المرأة ساهمت بشكل كبير في انتشار هذا الفن وأن العرب مند القدم عرفوا هذه الموسيقى عن طريق الراقصات، كما أن المرأة حسب الفنانة "سنيا مبارك "عادة ما تحاول في نطاق اجتماعي المحافظة على الأصالة لكن ليس بالمعنى المطلق، حيث تعد هذه الأخيرة المبدأ الأساسي الذي يضمن الحوار الحضاري والثقافي للموسيقى باعتبار أن المرأة هي المبدعة والمثقفة. الفنانة التونسية التي نالت العديد من الجوائز الدولية والعالمية والتي تهتم بكل ما يتعلق بتقنيات الأداء الغنائي عملت على ترجمة الكثير من أعمالها الفنية من القصائد التركية، الإسبانية إلى ترجمة مقامات الشاعر "أبو القاسم الشابي"، حيث تقول الفنانة إن ترجمة هذه القصائد والتغني بها خلق نوعا من الحوار بين الثقافات والحضارات، مضيفة في ذات السياق إلى أن اللغة لا يمكن أن تكون حاجزا في التحاور مع الآخر.