صدر، مؤخرا، للكاتبة والروائية الجزائرية، مايسة باي، كتاب جديد يحمل عنوان ''بما أن قلبي قد مات''، وهي رواية فقدت فيها قلبها وبقيت متمسكة بما بقي لها من البصيرة، مستسلمة لقدرها بعد أن فقدت أعز ما عندها في الحياة· تحكي الرواية التي تحمل عنوان ''بما أن قلبي قد مات'' للروائية مايسة باي، حكاية ''عايدة''، وهي امرأة جزائرية مطلقة، في 48 من العمر، فقدت ابنها الذي تم اغتياله، ولم يكن لهذه المرأة، التي فقدت قلبها بسبب ما لاقته من صعاب فرضها عليها القدر في الحياة، غير التمسك بآخر شيء بقي لها في الحياة، وهو العقل بعد أن فقدت كل ما هو مرتبط بالقلب والأحاسيس، فراحت تكتب لابنها الذي فارقها وفارق الحياة عن أحاسيسها ومشاعرها التي جسدتها بالقلم في بعض الكراريس. ومن خلال هذا الحوار الداخلي الذي يجمع بين هذه المرأة وكراسها تجد نفسها في الأخير مستسلمة لقدرها المحتم· وقد صدر للروائية مايسة باي العديد من الأعمال الأدبية على غرار ''أزرق، أبيض، أخضر'' التي اعتبرت حكاية رمزية لتداخلات مرحلية جزائرية، وهي رواية تتعاطى مع مرحلة الاستقلال، أي ما بعد ,1962 وهي تحمل رؤية امرأة عاشت تلك المرحلة وصولا إلى سنة 1992 أي غداة اغتيال الرئيس الجزائري محمد بوضياف ودخول البلاد إلى الانزلاقات الكبيرة· ما بين 1962 و1992 جيل عاش ما بين حربين: حرب التحرير وحرب سنوات الإرهاب، جيل حاول استرجاع الأمل ليجد نفسه أمام واقع من الغضب والدم والدموع· كما كتبت مايسة أيضا رواية ''حجر، دم، ورق أو رماد''، التي اقتبست من بعد ذلك في عمل مسرحي يحمل عنوان ''مادام لافرانس'' التي تعتذر في الرواية عن الجرائم الاستعمارية الفرنسية في الجزائر، وهو كتاب يعود بقراءة جديدة للحقبة الكولونيالية في الجزائر من خلال التركيز على نقل آراء وتصورات المفكرين الفرنسيين المناهضين للاستعمار، وهو عمل يركز على محور مسايرة تاريخ الجزائر على طول 132 سنة وفق رؤى طفل في حدود الثانية عشر، وهو يصف في رحلته آراء بعض الفرنسيين في المجازر التي اقترفها المستعمر في حق الشعب الجزائري على مدار أكثر من قرن من الاحتلال· للإشارة، فإن مايسة باي من بين الأسماء الأدبية النسائية الفرانكفونية المهمة في الجزائر، حصلت على العديد من الجوائز الأدبية وترجمت أعمالها إلى الإيطالية والألمانية، وهي واحدة من اللواتي يرفضن الخضوع لثقافة الذكورة على حساب قيمة المرأة وكيانها واستقلاليتها التي تربطها آليا باستقلالية الأرض التي تريد المشي عليها·