إغتالت، ليلة أول أمس، الجماعات الإرهابية ثالث رئيس بلدية بغلية بولاية بومرداس، محمد إيدير، المنتمي إلى حزب جبهة التحرير الوطني، البالغ من العمر 47 سنة، قرب منزله بالقرية الفلاحية ببغلية برصاصة اخترقت رأسه لترديه قتيلا بعين المكان في حدود التاسعة مساء وتفر باتجاه أدغال المنطقة· عادت الجماعة الإرهابية إلى عملية استهداف رؤساء البلديات، حيث أقدمت ليلة الجمعة الفارطة على اغتيال رئيس بلدية بغلية التي شهدت ئتصعيدا في الوضع الأمني منذ بداية السنة الجارية، بالقرب من منزله الكائن بالقرية الفلاحية الواقعة على بُعد 3 كلم عن مركز بلدية بغلية· فحسب المعلومات التي استقتها ''الجزائر نيوز'' عن كيفية اغتيال الضحية، فقد أجمع من تحدثنا إليهم على أن العملية الإرهابية وقعت في حدود التاسعة ليلا، حيث خرج الضحية الذي عاد من الجامعة الصيفية للأفالان بمستغانم قبل يوم من عملية اغتياله بعدما اتصلت به عائلته لتخبره عن مرض إبنه إلى صديقه· وتضيف المصادر ذاتها أنه في حدود التاسعة ليلا انطفأت أنوار الإنارة العمومية حينما كان الضحية بالقرب من منزله، وهو يدردش مع أحد أصدقائه الذي كان داخل السيارة لتباغته جماعة إرهابية متكونة من ثلاثة أشخاص برصاصاتين، أحدهما أصابته في الرأس أردته قتيلا، لتفر الجماعة الإرهابية نحو وجهة مجهولة· أما الرواية الثانية، فتتمثل في إقدام شاب على توجيه رصاصة نحو رأس الضحية أثناء حديثه مع شخص آخر، كان هذا الأخير داخل السيارة، وأضافت المصادر ذاتها أن منفذ العملية باغت رئيس البلدية من الخلف، وأشارت مصادرنا إلى أن رصاصة طائشة أخرى أصابت طفلا كان جالسا بالجهة المقابلة لرئيس البلدية، ويتواجد حاليا بمستشفى دلس· وفي سياق متصل، قالت مصادرنا إنه تم العثور خلف جدار لإحدى المنازل المهجورة المقابلة لمنزل الضحية على حقيبة مملوءة بالمواد الغذائية· للإشارة، ترك الضحية أربعة أطفال من بينهم طفلة، أكبرهم يبلغ من العمر سبع سنوات و أصغرهم عامين، وقد شهدت بغلية انتشارا مكثفا لأفراد الجيش الذين طوقوا البلدية من جميع الإتجاهات تفاديا لمحاولة الجماعة الإرهابية تنفيذ عملية إرهابية أخرى· ثالث رئيس بلدية بغلية يغتال من طرف الإرهاب عرفت بلدية بغلية منذ التسعينيات عمليات اغتيال استهدفت رؤساء بلدياتها من طرف الجماعة الإرهابية الذين ينتمون إلى الأفالان، فقد اغتالت الجماعة الإرهابية لأول مرة رئيس بلدية بغلية، الداك خداش رابح، سنة 1995 حينما كان بمقهى البلدية وكان وقتها الضحية محمد إيدير نائب رئيس البلدية، حيث تولى زمام البلدية بعد اغتيال الرئيس لمدة عامين، وقالت مصادرنا إن الجماعة الإرهابية استهدفت كذلك المقاوم عريج موسى، المعروف بعمي موسى، الذي تولى رئاسة البلدية قبل أن يغتال سنة .2003 أما ثالث رئيس بلدية المنتمي هو الآخر إلى الأفالان اغتيل ليلة أول أمس، وهو الرئيس الحالي محمد إيدير، كما عرفت ولاية بومرداس عملية اغتيال لخمسة رؤساء بلديات وهم إلى جانب المذكورين سابقا، رئيس بلدية بن شود، رئيس بلدية سي مصطفى وعمال· وقد ربطت بعض المصادر عملية اغتيال ''المير'' على خلفية ترأسه للمسيرة التي شهدتها بغلية للتنديد بالأعمال الإرهابية والاختطافات· رئيس البلدية الوحيد الذي يقطن ببلديته يعتبر الضحية محمد إيدير، المغتال على يد الجماعة الإرهابية، رئيس البلدية الوحيد الذي اختار السكن ببلديته، وبالقرية الفلاحية التي تبعد بحوالي 3 كلم عن مركز البلدية، عكس رؤساء البلديات الأخرى الذين يقطنون بعاصمة الولاية وآخرون بولاية تيزي وزو وقد أكدت مصادر مقربة من الضحية أن هذا الأخير كان يعتزم إنجاز مسكن له بالقطعة الأرضية التي يملكها والواقعة بوسط بغلية المحاذية للأمن الحضري خلال الشهر الكريم، إلا أن أيادي الغدر زهقت روحه قبل أن يجسد مشروعه·