التعدي على الأصول هي واحدة من القضايا المطروحة على المحاكم الجزائرية التي عرفت نسبتها ارتفاعا ملفتا للانتباه في السنوات الأخيرة، ومن بين القضايا التي عالجتها، أمس، محكمة الجنح بالحراش في أول يوم من شهر رمضان الكريم، قضية تقشعر لها الأبدان عند سماع أطوارها ومشاهدة تلك الأم العجوز التي لا تكاد تستطيع المشي وآثار ضرب عنيف على مستوى عينها وهذا من قبل فلذة كبدها الذي حملته في بطنها تسعة أشهر وربته حتى أصبح رجلا كي يرد لها الجميل، وهذا بضربها، تطلب من القاضي عدم مسامحته وهي تذرف دموعا تأثر لها كل الحاضرين بالجلسة، الأم التي أوصى النبي بها ثلاث مرات· فالمتهم (د. وحيد) في العشرينات من العمر، امتثل أمام المحكمة على أساس قضيتين، الأولى كانت ضحيتها والدته والثانية شقيقته التي قام بطعنها بواسطة سكين على مستوى رجلها وذراعها مسببا لها عجزا لمدة 7 أيام، هذا الأخير اعترف بالتهمة المنسوبة إليه، معبّرا عن ندمه عن فعلته وطلب السماح من والدته وهو يبكي، غير أنها رفضت ذلك مؤكدة في تصريحاتها أن ابنها قام بضربها عدة صفعات على وجهها ثم وجه لها ضربة على مستوى عينها اليسرى، وسبب لها عجزا لسبعة أيام. وعلى أساس هذه الوقائع وتهمة التعدي على الأصول، التمست وكيلة الجمهورية في حقه عقوبة 6 سنوات حبسا نافذا، كما طالبت ب 3 سنوات أخرى عن القضية الثانية المتعلقة بالضرب والجرح العمدي التي كانت ضحيتها أخته التي ضربها بواسطة سكين على مستوى رجلها وذراعها قبل أن ينهال عليها ضربا، هذه الأخيرة التي أكدت في جلسة المحاكمة أنهم سئموا من هذا الولد الذي كثرت مشاكله، وهي ليست المرة الأولى التي يضربهم فيها، محاولا طردهم من البيت كي يبقى له بمفرده، وهو يردد لهم عبارة ''أريد أن أعيش'' ، وكي يبرر نفسه، صرح المتهم أنه ضربها من أجل الشرف بعدما سمع كلاما غير لائق في الشارع عنها، وفي حالة من الغضب فعل ما فعله . وفي قضية أخرى تتعلق بضرب الأصول، أدانت المحكمة متهم آخر يدعى (ق. محمد) ب 18 شهر حبسا نافذا بعدما قام بضرب والده، هذا الأخير الذي وجه له القاضي نصيحة إذا رضي أبوك عنك رضي الله عنك، فاربح الدنيا قبل الآخرة'' كون الجريمة التي اقترفها تعتبر من أكبر الجرائم التي ترتكب في حق أعز الخلق، هذه القضايا التي أخذت منعرجا خطيرا بعد تفشيها بشكل ملفت للانتباه في السنوات الأخيرة التي بلغت حتى ارتكاب جرائم قتل بشعة في حق الآباء، ومعظم قضايا التعدي على الأصول تكون بسبب مفعول الإدمان على المخدرات، والمتهم في قضية الحال قام بضرب والده واعترف بذلك أمام القاضي الذي واجه الأب الضحية بقوله ''هذه البذرة التي زرعت''، وأجابه هذا الأخير بأنه أب لأربعة عشرة ولدا وواحد منهم هذا الأخير المتهم في قضية الحال الذي سبق وأن اشتكى به، وهذه المرة هي الرابعة، مؤكدا أن ابنه من أصحاب الكيف، قام بسرقته عدة مرات من أجل شراء السموم التي يتعاطاها، كما أنه قام بضربه وهو ممدد على فراشه ولولا تدخل والدته لحصل مالم يكن في الحسبان. وخلال جلسة المحاكمة، أكد للقاضي أنه لم يسامحه ولن يتراجع عن شكواه، كما أنه لا يريده طالبا من العدالة أن تأخذ بحقه.