يتهافت المواطن الجزائري، خلال شهر رمضان، على مختلف أنواع المواد الغذائية التي لا يستهلكها بشكل كبير في الأيام العادية، وتسيطر هذه الظاهرة على الشارع الجزائري خصوصا في الأيام الأولى من شهر الصيام، حيث يستمتع الصائم الجزائري بشراء مختلف أنواع المواد الغذائية، وما يصنع الحدث في هذا هو كميات الخبز المتراكمة بأنواعه والتي يتفنن في تجميعها في أكياس الحاجيات قبل الفطور وفي أكياس النفايات بعد الفطور· فيما يعتبر شهر رمضان شهرا للعبادة والرحمة في واقع الأمر، يعتبر بعض المواطنين الجزائريين هذه المناسبة العظيمة مناسبة للشراء المفرط للمواد الغذائية وفترة مميزة للتبذير بكل أنواعه، حيث يتهافت الصائم خلال شهر رمضان خصوصا في الأيام الأولى من الشهر الفضيل على مختلف المأكولات التي تباع، فلا يمر يوم حتى يجرف المواطن الجزائري معه كل ما يصادفه في طريقه سواء خلال جولته في السوق أو في طريق العودة الى البيت· ومن خلال العامل النفسي الذي لا يؤثر إلا على الجزائريين، ومن خلال العامل البيولوجي والذي هو الجوع، تجد الصائم يسارع إلى اقتناء مختلف أنواع الخبز، فمن الخبز العادي الذي يباع في المخبزات إلى خبز السميد والكسرة والمطلوع وخبز بالزيتون وخبز الشعير وخبز تونس وخبز لبنان وخبز بالأعشاب و''ليفيسال'' و''سكوبيدو'' وغيرها من أنواع الخبز التقليدية منها والعربية والغربية منها· ومن خلال الصور التي تتكرر يوميا في الشوارع الجزائرية خلال الشهر الذي يعتبر مناسبة للعبادة، ترى المواطن الجزائري محملا بمختلف أكياس الخبز، حيث يشتري ما لا يعد ولا يحصى من هذه المادة، وترى أنه يشتري أكثر مما تحتاج إليه عائلته من الخبز، فإن كان ينتمي إلى عائلة من 5 أفراد مثلا تراه يجلب كيسا من الخبز لا يقل عن 10 خبزات، على سبيل المثال، إلى جانب مجموعة معتبرة أخرى من أنواع الخبز التقليدي الذي يشتهي أكله قبل الإفطار· وبالطبع، فإن مصير هذه الأكياس المتكدسة من الخبز، الذي يزخرف بأنواعه المختلفة مائدة رمضان العائلات الجزائرية لمدة وجيزة لا تتجاوز نصف ساعة أي خلال الإفطار فقط، حيث يكتفي الصائم الجزائري الذي لا تسع طاولته كل ما حضر من أطباق مختلفة إلى جانب العدد الهائل من أنواع الخبز التي اقتناها قبل وقت الإفطار بالنظر إلى كل هذه الأنواع التي لا تستطيع معدة الإنسان العادي استيعابها في يوم واحد، فترى أطباق صرفت عليها آلاف الدينارات تلقى حتفها في مزبلة المنزل، بينما تتكدس أكياس الخبز الذي يتحول بطبيعة الحال إلى ''خبز يابس'' الذي يوضع جنب المنازل وفي مختلف الشوارع بعد أن أصبح استهلاكه من المحال، خصوصا وأن المواطن الجزائري في رمضان لا يرضى إلا بالخبز الجديد، ويبرر لنفسه بأن صيامه يمنعه من تناول ''خبر صابح''، وهكذا تلقى جبال الخبز التي يبنيها المواطن الجزائري خلال شهر رمضان حتفها أمام المزابل العمومية، وترى نفس المواطن يشتكي في ذات الوقت من أزمة الخبز···