وقال بحليطو: ذهبت إلى صديقي الحمار ووجدته نائما مع أن الوقت يقترب من الزوال، وقلت له: إنهض أيها الفنيان، لقد بحثت عنك في كل مكان وأنت نائم هنا، لقد خفت عليك· فتثاءب الحمار ثم نهق وهو يقول: والله غير غلبني رمضان أنتاع الصح. ثم سألني عن سر قلقي، فقلت له أني رأيت رأس حمار مذبوح في بعض الجرائد، وكان الرأس يشبه رأسه تماما، فضحك وقال أن رؤوس الحمير كلها تتشابه، وسرعان ما صاح: هل رأيت حميرا مذبوحة؟ وأين؟، فقلت: والله غير طلعكم الشان، فالزوالي الجزائري أصبح يستلذ لحم الحمير وهو يشتريه بأغلى الأثمان على أساس أنه لحم خروف·· لقد اكتشفنا أن سيناريو السنوات الماضية تكرر، وفجأة صاح في وجهي وهو يقول: خليني نرقد يرحم باباك، وعندها أجبته بالقول: أنا الغلطان، لو كان تزيد تزعفني نذبحك ونبيعك للجزارين ونجيب بيك مصروفة صحيحة.