وقال بحليطو: كنت البارحة بلا دراهم، وذهبت إلى مطعم للرحمة أطبّع مع الزوافرة والفقراء الذين لم يحصلوا على قفة رمضان، وانتزعت مكاني بينهم وإذا بعيني تقع على شخص كأني أعرفه، وقلت في نفسي: يا ترى، من هذا الشخص الذي لا يبدو أنه زوالي مثلي، بدليل صلعته الأرستقراطية وكوستيمته الفاخرة·· فكرت وفكرت وأخيرا تذكرت أني رأيت فيفورته في التلفزيون، إنه وزير قفة رمضان ومطاعم الرحمة· قلت له: مرحبا بك يا عمي السعيد، فقال: وعليكم السلام ورحمة الله، وقلت: هل الشهرية أنتاعك ما كفاتكش، حتى تأتي إلى مائدة الزوالية وعابري السبيل؟ أم فاتك الطرولي أنتاع العشية ومالقيتش وين تفطر؟ قال: أنا هنا أتضامن مع الزوالية لأشعر بما يشعرون، وقبل أن أسأله من جديد أضاف: تعرف يا بني أني لم أفطر في بيتي منذ بداية الشهر وأنا من مطعم رحمة إلى آخر· وقبل أن أقول له إن رمضان يوشك على الانتهاء وسينتهي عمله هذه السنة في انتظار رمضان آخر، بحكم أنه منذ مجيئه للوزارة لم نره إلا في رمضان، رفع أذان المغرب فهرعت للشربة والبوراك·