وقال بحليطو: الجو دافئ والحالة مربعة·· فكرت في نفسي أن آخذ جدتي وأذهب إلى مكان هادئ لأتمتع بالربيع وهو في أيامه الأولى·· طرحت الأمر على جدتي، فبدا عليها نوع من الاستغراب والفرحة في آن معا·· وقالت: كيف يا بحليطو خطرت لك فكرة كهذه؟·· قلت: ببساطة يا جدتي أردت أن أروّح عنكِ قليلا للخروج إلى خارج المدينة المقرف هواؤها والهرب من الضوضاء·· فسألتني تقول: إلى أين يا بحليطو، أتعرف مكانا يرتاح فيه البال··؟ قلت: لنذهب إلى غابة بوشاوي أو حديقة بن عكنون أو أي مكان آخر·· فسخرت مني الجدة وردت: هل تهزأ بي يا بحليطو؟ أنت تعرف أن هذه الأماكن يتردد عليها المنحرفون والعشاق ممن ضاقت بهم الدنيا لممارسة طقوس الحب والغرام، ثم لم يتبقَ للزوالي على رأيك إلا هذه الأمكنة، لأن أماكن أخرى أصبحت محميات لأصحاب المال والجاه·· دعك يا بحليطو من الهذيان واترك أمر الاستجمام للمترفين·· فنحن لم نُخلق إلا للعمل والكد وترقب الزيادة في الأسعار أو انخفاضها·· دعك يا بحليطو وفكر في أمر آخر يجلب لك المال عوض إنفاقه···