مواطن العبرة في غزوة بدر الكبرى· كان في غزوة بدر الكبرى عبر كثيرة، منها: أثر القوى الروحية والمعنوية، وأساس هذه القوى هو الإيمان بالله وبالرسول وبالرسالة المحمدية، وهو إيمان عميق الجذور، متشعب الفروع، وهو سر الانتصار في هذه الغزوة وفي غيرها من معارك الإسلام· - النصر من عند الله، كانت الإمدادات الإلهية بجند الله من الملائكة تثبّت قلوب المؤمنين وتشارك في القتال أحيانًا، قال تعالى: ''إذ يوحي ربك إلى الملائكة أني معكم فثبّتوا الذين آمنوا سألقي في قلوب الذين كفروا الرعب فاضربوا فوق الأَعناق واضربوا منهم كل بنان'' (الأنفال: 12)· وقال تعالى: ''وما النصر إلاَّ من عند الله'' (آل عمران: 126)· - احترام النبي لمبدأ الشورى في الحرب ولو كان من فرد واحد· فقد أخذ النبي صلى الله عليه وسلم برأي الحباب بن المنذر في تخيُّر مكان نزول الجيش ورأي سعد بن معاذ في بناء العريش واستشارة أصحابه في القتال عندما علم بخروج قريش في حشودها، وفي الأسرى أَيُقتلون أم يُفادون؟ - إنسانية النبيّ صلى الله عليه وسلم الفائقة، وقد سُجّلت هذه الإنسانية الفائقة في الأمر بدفن القتلى، وفي الإحسان إلى الأسرى، وفي إبائه على سيدنا عمر أن ينزع ثنية سهيل بن عمرو حتى لا يقوم ضد النبي خطيبًا، وقوله هذه المقالة: ''لا أمثّل فَيمثّل الله بي وإن كنت نبيًا''· - مواهب النبي صلى الله عليه وسلم السياسية، وتتجلّى تلك المواهب في استشارة أصحابه عندما ترجَّح جانب القتال بخروج جيش قريش، وفي اختياره صلى الله عليه وسلم ثلاثة من ألصق الناس به وذوي قرباه: اثنين من بني هاشم وواحدًا من بني عبد المطلب لمبارزة القرشيين الثلاثة، وهو إعلان بأن أقرباء النبي الأقربين سيكونون في مقدمة المسلمين تضحية بالنفس وفداءً للرسول صلى الله عليه وسلم والإسلام· كما تتجلى هذه المواهب السياسية في إسهام النبي صلى الله عليه وسلم لكل من لم يحضر الغزوة لتخلفه في مصلحة عامة أو خاصة، وكذلك إسهامه لمن استشهدوا في بدر وإعطاء حقوقهم لورثتهم وذويهم· وبذلك كان للإسلام السَّبق في تكريم الشهداء ورعاية أسرهم وأبنائهم منذ حوالي أربعة عشر قرنًا· - عدالة النبي صلى الله عليه وسلم التامة في أَخذ الفداء من القادرين عليه وعدم محاباته لذوي قرباه، بل كان الأمر على خلاف ذلك، فقد أغلى الفداء على عمه العباس، ولم يقبل أن يتنازل له أخواله من الأَنصار عن شيء منه· - النبيُّ صلى الله عليه وسلم له أن يجتهد فيما لم ينزل فيه وحي· وقد اجتهد النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة بدر في موضوع الأسرى ونزل الوحي معاتبًا ومبيّنًا، ''ما كان لنبي أن يكون له أسرى حتى يُثخن في الأرض'' (الأنفال: 27)· انتهى أرق نفسك بنفسك وتداوى بالطب البديل التمر غني جدا بالفيتامينات يحتوي التمر على فيتامين (أ) وهو موجود بنسبة عالية تعادل في أعظم مصادره أي تعادل نسبته في زيت السمك والزبدة وفيتامين (أ) كما هو معروف يساعد على زيادة وزن الأطفال ولذلك يطلق عليه الأطباء اسم عامل النمو كما يحفظ رطوبة العين وبريقها وبذلك يضاد الغشاوة الليلية· ويحتوي التمر على فيتامين ''ب''1 وفيتامين ''ب''2 ومن شأن هذه الفيتامينات تقوية الأعصاب وتليين الأوعية الدموية وترطيب الأمعاء وحفظها من الالتهابات والضعف ويصف الأطباء فيتامين ب للناقهين والرياضيين أما فيتامين ''ب''2 فيوصف في آفات الكبد وتشقق الشفاة وفي تكسر الأظافر وتشقق الجلد· والتمر غني بالمعادن حيث توصل علماء التغذية إلى أن التمر غني بالفسفور، فهو أغنى من المشمش والعنب ففي كل مائة غرام من التمر نجد أربعين مليغراما من الفسفور، بينما لا تزيد كمية الفسفور الموجودة في أي فاكهة عن عشرين مليغراماً في نفس الكمية اذا عرفنا الفسفور يدخل في تركيب العظام والأسنان ويستخدم التمر لعلاج نقص البوتاسيوم فىٍمٌفًٌُِّب لاحتوائه على كميات كبيرة من البوتاسيوم علاوة على ذلك، فإن بضع حبات من التمر تزيد في مفعولها عن فائدة زجاجة كاملة من شراب الحديد أو أخذ إبرة كالسيوم، لأن الحديد والكالسيوم موجودان في التمر بشكل طبيعي يتقبله الجسم ويتمثله بسرعة، بينما أدوية الحديد والكالسيوم تمجها المعدة وتثقل غشاءها المخاطي وقد لا يهضمها كاملة الدليل على ذلك اصطباغ لون براز من يتعاطى الأدوية الحديدية بالسواد· ويحتوي التمر على المغنيسيوم وقد لوحظ ان الذين يتناولون التمر بكثرة لا يعرفون مرض السرطان إطلاقا، ومن العناصر النادرة والمهمة في التمر البورون خدزد الذي يعتبر مهما لنمو بعض الكائنات الحية ويلعب البورون دوراً كبيراً في الفيتامينات التي تكون ذات أهمية لعلاج الروماتيزم وهناك تأثير للبورون على الهرمونات الجنسية ولقد دلت الدراسة على ان التمر يحتوي على البورون بنسبة تصل الى 6 3ملغرام/ 100جرام في الجزء اللحمي والنوى على حد سواء كما قرر العلماء اخيراً اطلاق عبارة (نقب عن المعادن في مناجم التمر) في كل حبة تمر والتمر غني بعدد من أنواع السكاكر كالجلوكوز (سكر العنب) والليكوز (سكر الفاكهة) والسكروز (سكر القصب) ونسبتها تبلغ حوالي 70%، ولذا فالتمر وقود من الدرجة الأولى، والسكاكر الموجودة بالتمر سريعة الامتصاص سهلة التمثيل، اذ لا يحتاج امتصاصها الى عمليات هضمية وعمليات كيماوية حيوية معقدة، كما هو الحال مثلاً في المواد الدهنية والنشوية (كالموجودة في الأرز والخبز) التي تحتاج الى مفرزات هضمية· وتستطيع المعدة هضم التمر وامتصاص السكاكر الموجودة فيه خلال ساعة أو بضع ساعة وفائدة السكاكر الموجودة في التمر لا تنحصر في منح الحرارة القدرة والنشاط بل إنها مدرة للبول تغسل الكلى وتنظف الكبد· قرآننا شفاؤنا قال الله تعالى: ''مِن قَبْلُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَأَنزَلَ الْفُرْقَانَ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِآيَاتِ اللّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَاللّهُ عَزِيزٌ ذُو انتِقَام'' (آل عمران4). الله قريب مجيب ''اللهم ارحمنا واغفر لنا واسترنا في الدنيا والآخرة وأعتق رقابنا من النار وأدخلنا الجنة مع الأبرار'' آمين يا قريب يا مجيب. السنة منهاجنا قال حبيبنا ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم: ''لو يعلم الناس ما في النداء والصف الأول ثم لم يجدوا إلا أن يستهموا عليه لا ستهموا''. لمن كان له قلب مع التوحيد لا تنحرفوا عن التوحيد·· أول ما حدث الشرك في قوم نوح ·· فبعث الله نوحاً ·· فنهاهم عن الشرك ·· فمن أطاعه ووحد الله نجى ··ومن ظل على شركه ·· أهلكه الله بالطوفان ·· وبقي الناس بعد نوح على التوحيد زماناً ··ثم بدأ إبليس في الإفساد ·· ونشر الشرك بين العباد ·· ولم يزل الله تعالى يبعث المرسلين مبشرين ومنذرين ·· إلى أن بعث خاتم النبيين محمداً صلى الله عليه وسلم·· فدعا إلى التوحيد ·· وجاهد المشركين ·· وكسر الأصنام ·· ومضت الأمة من بعده على التوحيد ·· إلى أن عاد الشرك إلى بعض الأمة بسبب تعظيم الأولياء والصالحين ·· حتى بنيت الأضرحة على قبورهم ·· وصرف الدعاء والاستغاثة والذبح والنذر لمقاماتهم ·· وسموا هذا الشرك توسلاً بالصالحين ومحبة لهم بزعمهم ·· وزعموا أن محبتهم لهؤلاء وتعظيم قبورهم ·· تقربهم إلى الله زلفى ·· ونسوا أن هذه حجة المشركين الأولين حيث قالوا عن أصنامهم: ''ما نعبدهم إلى ليقربونا إلى الله زلفى'' ·· والعجب أنك إذا أنكرت على هؤلاء شركهم ·· قالوا لك ·· كلا بل نحن موحدون ·· ولربنا عابدون ·· ويظنون أن معنى التوحيد هو الإقرار بوجود الله وأحقيته بالعبادة دون غيره ·· وهذا مفهوم قاصر ·· بل مفهوم باطل للتوحيد ·· فأبو جهل ·· وأبو لهب ·· بهذا المفهوم موحدون ·· فإنهم يعتقدون أن الله هو الإله الأعظم المستحق للعبادة ·· لكنهم أشركوا معه آلهة أخرى ظنوا أنها توصل إليه ·· وتشفع لهم عنده ·· قصة ·· روى البيهقي وغيره: أنه لما ظهر النبي صلى الله عليه وسلم بدعوته بين الناس ·· حاول كفار قريش أن ينفروا الناس عنده ·· فقالوا: ساحر ·· كاهن ·· مجنون ·· لكنهم وجدوا أن أتباعه يزيدون ولا ينقصون ·· فاجتمع رأيهم على أن يغروه بمال ودنيا ·· فأرسلوا إليه حصين بن المنذر الخزاعي ·· وكان من كبارهم ·· فلما دخل عليه حصين ·· قال: يا محمد ·· فرقت جماعتنا ·· وشتت شملنا ·· وفعلت ·· وفعلت ·· فإن كنت تريد مالاً جمعنا لك حتى تكون أكثرنا مالاً ·· وإن أردت نساءً زوجناك أجمل النساء ·· وإن كنت تريد ملكاً ملكناك علينا ·· ومضى في كلامه وإغرائه ·· والنبي صلى الله عليه وسلم ينصت إليه ·· فلما انتهى من كلامه ·· قال له صلى الله عليه وسلم: أفرغت يا أبا عمران ·· قال: نعم ·· قال: فأجبني عما أسألك ·· قال: سل عما بدا لك ·· قال: يا أبا عمران ·· كم إلهاً تعبد ؟ قال: أعبد سبعة ·· ستة في الأرض ·· وواحداً في السماء !!قال: فإذا هلك المال ·· من تدعوا !؟ قال: أدعوا الذي في السماء ·· قال: فإذا انقطع القطر من تدعوا؟قال: أدعوا الذي في السماء ·· قال: فإذا جاع العيال ·· من تدعوا؟ قال: أدعوا الذي في السماء ·· قال: فيستجيب لك وحده ·· أم يستجيبون لك كلهم ·· قال: بل يستجيب وحده ·· فقال صلى الله عليه وسلم: يستجيب لك وحده ·· وينعم عليك وحده ·· وتشركهم في الشكر ·· أم أنك تخاف أن يغلبوه عليك ·· قال حصين: لا ·· ما يقدرون عليه ··فقال صلى الله عليه وسلم: يا حصين ·· أسلم أعلمك كلمات ينفعك الله بهن ·· فقيل إنه أسلم فعلمه النبي صلى الله عليه وسلم دعاء يدعو به··