طوبى للفقراء الذين طحنهم رمضان، الذين وصلتهم قفة الدولة، والذين لم تصلهم، طوبى للفقراء الذين قضوا رمضان بالسانك سانك، على الحدود القصوى للكفاف اللعين، والذين جاعوا، وأصيبوا بفقر الدم، فهو الفقر دائما وراءهم وراءهم في الجيب العنكبوت، وفي الدم·· طوبى للفقراء عمال الشبكة الإجتماعية وتشغيل الشباب والدواكرة، والعساسين، والسائقين في الإدارات العمومية والزبالين، والمنظفات، (أستثني منهم عمال سوناطراك)، طوبى لهؤلاء وأولئك الذين بلا مأوى والمشردون والمدمنون على الحشيشة المغشوشة والبنزين وغراء باطيكس، طوبى للفقراء الذين لم يشتروا لأبنائهم كسوة العيد منذ سنوات، الذين تدمع قلوبهم وعيونهم على فلذات أكبادهم في الدخول المدرسي وهم لا يجدون ثمن المئزر اللعين الذي فرضه بن بوزيد عليهم، ولا ثمن المحفظة والقلم والكراس·· طوبى للفقراء الذين شردهم الإرهاب والأصولية الدموية من قراهم ومزارعهم وحيواناتهم إلى أطراف المدن القصديرية، طوبى لهم وهم يرددون كل يوم تلك الجملة الشهيرة (ما عندناش وما خصناش) طوبى للحرافة أبناء الحواري والشوارع المعتمة في عبورهم البحر، العبور نحو جنة زائفة هربا من جحيم مقيم، طوبى للسالكين وطوبى للهالكين··· وطوبى لأمهاتهم والكبدة المحروقة على الإبن الضال· طوبى لكم يا فقراء بلادي، أنتم وحدكم أقول لكم، عيدكم مبروك·