وصلني هذا المقال من طرف الصديق عبد الناصر خلاف خاص بركن عرفت هؤلاء··· تابعوا هذه الرفقة الجميلة التي تحدث عنها الكاتب والمسرحي احميدة عياشي، جعلتني أسافر طيلة أيام شهر رمضان الكريم إلى الضفة الأخرى لعالم كاتب ياسين السري في إقامته ببن عكنون·· أقصد كاتب ياسين الإنسان·· لا أعرف ما سبب إحساسي بحزن كبير لهذه القامة الكبيرة؟ هل هي عزلته؟ تحول الرفاق حتى لا أقول خيانة؟ ربما يقول قائل إن أسلوب احميدة الروائي المشوق في الوصف والسرد واستحضار المواقف واللحظات يمكنها أن تفعل فعلتها في المتلقي ولكن وصلت إلى إحساس كبير بعزلة كاتب في نهاية رحلته وابتعاده عن نهر الخشبة المتحول حيث هناك عالمه الحقيقي، الذي أخفى كل جراحه وعذاباته فيه وقتل أيضا عشقه والكثير ممن يحب ويكره، فهو بتعبير أكثر قسوة:ئ إنه وحده مع الآخرين·· وصار متفردا بذاته الملتهبة بنار المفارقات والتناقضات والعذابات·· هل هي الخيبة أم الحكمة في الجزائر الجديدة؟ هل هي شارة حمراء لحلم يساري قارب على النهاية؟ أم شارة سوداء وضعها حزنا على ما غرسه عبثا من ورود في أرض رملية؟ الجميل في ما كتبه احميدة - رغم ذاتيته - وكتبه أيضا بشجاعة هو هذا العمل التسجيلي والتوثيقي لحياة موازية لباحث عن حقيقة أثار الكثير من الضجة في حياته وبعد موته·· إن احميدة يعيد فيما يكتبه ربط الحلقة المفقودة لحياة ياسين بشكل موجع·· وأتمنى أن يفتح نقاشا في جريدة ''الجزائر نيوز'' حول ما جاء في كتابات احميدة وتضاف إليها شهادات أخرى ممن عايشوه لنعرف كاتب ياسين الآخر·· وسأبدأ شخصيا بإثارة قضية مسرح ياسين الشعبي ففي ندوة صحفية أقامها المسرح الوطني الجزائري سنة 2004 في شهر مارس بمناسبة سنة الجزائر في فرنسا مع الروائي رشيد بوجدرة والمخرج الفرنسي أنطوان كوبي للحديث عن عرض: مطر المقتبس عن رواية يوميات امرأة أرق، حيث أثار بوجدرة عدة مسائل تخص العرض ولا أعرف كيف قفز إلى الحديث عن كاتب ياسين فقال إنه حين كان مستشارا لوزير الإعلام والثقافة آنذاك السيد: رضا مالك لمدة 3 أشهر؟ وبعد الانتهاء من ترميم مسرح سيدي بلعباس اقترح تعيين كاتب ياسين مديرا له وكما قال أن السيد رضا مالك قبل الاقتراح وتم التعيين·· وحين ذهب ياسين إلى سيدي بلعباس لم تعجبه الشقة التي كانت في بناية المسرح واختار منزلا خارج مدينة سيدي بلعباس في مكان جميل جدا، مؤكدا أنه كان يتمتع بنفس الحقوق التي يتمتع بها مدير المسرح الوطني الجزائري: ميزانية - سيارة - سائق - سكن - سائق خاص··· ويقول رشيد أن هناك من يقول ويتكلم أن كاتب ياسين نفي وأُبعد خارج مدينة سيدي بلعباس·· ويرى بوجدرة أن كاتب ياسين كان يشتغل ويقدم مسرحا شعبيا لكنه يؤكد أنه كان مسرحا سيئا·· وياسين بعد رواية نجمة انتهى إبداعيا، لأنه ليس بأربعة أو خمسة ممثلين يقفون على الخشبة و ينشدون النشيد الأممي بالعربية والأمازيغية نصنع مسرحا شعبيا؟ والسؤال الصميمي هل فعلا كما قال عنه الروائي رشيد بوجدرة أن مسرح كاتب ياسين الشعبي كان مسرحا دعائيا و سيئا؟