تمكنت المسرحية العمانية للمشاركة في مهرجان الجزائر الدولي للمسرح من صنع الفرجة خلال عرضها، أول أمس، على ركح بشطارزي في المسرح الوطني الجزائري، فرغم أن العرض لم يكن ضخما بالمستوى الذي يبهر النقاد والجمهور، إلا أن حداثة المسرح العماني، جعلت الكثير من النقاد يستبشرون بهذه التجربة الجميلة. المسرحية العمانية ''أوراق مكشوفة'' تناولت موضوعا مشتركا بين العديد من الأنظمة والشعوب العربية رغم تقديمه وطرحه في العديد من الأعمال الفنية بمختلف أنواعها، حيث عالجت المسرحية التي ألفها وأخرجها عماد محسن الشنفري موضوع صراع الأفكار بين الشعب وبين وطغيان الأنظمة الحاكمة واستعبادها للشعوب، دون الاحتكام إلى القوانين التي تحكم البلاد ذاتها، بالإضافة إلى الرشوة والمحسوبية التي تميز الإدارة في تسيير شؤونها، والتي تجد بين الطرفين رجال الإعلام الذين يحاولون دائما كشف الحقيقة، رغم الضغوط والمشاكل التي تعترضهم، كما حاولت أيضا تسليط الضوء على مبدأ الأحق للأقوى. وقد جسد الموضوع ركحيا في إطار مكاني واحد هو مكتب الوزير الذي يجتمع فيه العديد من السكان البسطاء، بحضور الصحفية ''أمال'' التي تعتبر الشخصية المحورية في المسرحية ومحرك أحداث المسرحية من خلال محاولتها كسر الذهنيات الراضخة والمستسلمة لنظام الحكم الجائر الذي تسبب في فصلها عن العمل بعد كشفها لحقائق الصفقات المشبوهة التي قدمت للكثير من المعارف، لكن القناع الخير والوعود الزائفة للوزير تسقط فجأة بعد أن يجد الحميع أنفسهم تحت الأنقاض، بعد حدوث زلزال ردم كل شيء فوق رؤوسهم، لكن القطرة التي أفاضت كأس المواطنين البسطاء هو محاولة الوزير بعد عدة أيام من الجوع والعطش تحت الأنقاض، الحصول على الحليب من صدر أم كانت معهم تحت الأنقاض رفقة رضيعها، ليفضح الوزير ونظام الحكم بشكل عام وينتفض الحضور ضده. لم تخل المسرحية رغم موضوعها الدرامي، من بعض المواقف الكوميدية المستحضرة من الواقع المعاش. أما الديكور المسرحي فقد كان بسيطا في مجمله. للتذكير، فقد شارك في التمثيل نخبة من الشباب المسرحي العمانيين أمثال سميرة الوهيبي في الدور الرئيسي، عجزون، أشرف المشيخي، عمر البصراوي..