تشهد كلية العلوم الاقتصادية بجامعة مولود معمري بتيزي وزو، تأخرا كبيرا في انطلاق الدروس نتيجة الفوضى وعدم الاستقرار، الأمر الذي خلق تذمرا وسط الطلبة، هذا بالرغم من أن الإدارة أعلنت عن تاريخ 3 من الشهر الجاري كموعد للانطلاق الرسمي للسنة الجامعية الحالية، وبعدها تم تأجيله إلى غاية 10 من الشهر نفسه، ثم إلى 17 من الشهر نفسه، لكن معظم الطلبة استغربوا عدم بداية المحاضرات بعد، حيث بررت الإدارة هذا المشكل بالتأخر المسجل في الإعلان عن نتائج الدورة الاستدراكية، التي تمت بتاريخ 10 من الشهر الجاري، بما في ذلك نقص القاعات، علما أن معظمها استخدمت خلال الامتحانات الاستدراكية· ولم يجد الطلبة أي تفسير لتأخر التسجيلات للطلبة الذين نجحوا في الامتحانات الاستدراكية، الأمر الذي أدى إلى تأخر انطلاق الدروس· كما يشتكي طلبة السنة الثالثة علوم اقتصادية عدم الإعلان عن التخصصات التي سيوجهون إليها· وفي هذا الصدد، يقول الطالب (ح· ز) يدرس بالسنة الثالثة: ''الإدارة طلبت من الطلبة المقبلين على التخصصات تسليم بطاقات الرغبات في أواخر السنة الجامعية المنصرمة، لكن وإلى يومنا هذا لم يتم الإعلان عن هذه التخصصات''· وأضاف الطلبة أن الإدارة لم تعلن عن برنامج الدروس، ولم يخفوا أن الطلبة الجدد هم الأكثر تضررا من هذا التأخر، حيث أبدوا تذمرهم واستياءهم الشديدين من غياب التكفل بهم، وهم يتواجدون حاليا في وضعية مقلقة بسبب التهميش، لاسيما بعدما شهدوا زملاءهم الطلبة الجدد في الكليات الأخرى باشروا الدراسة، أما هم فلا يزالوا يجرون بين مكاتب إدارة كلية العلوم الاقتصادية للاستعلام عن مصيرهم وعن برنامجهم الدراسي وعن تاريخ انطلاق الدراسة· ومن جانب آخر، أبدى طلبة العلوم الاقتصادية تذمرا شديدا من النتائج الكارثية المسجلة خلال هذه السنة، التي تراجعت كثيرا مقارنة بالسنة الماضية، ويقول الطالب (س· ب) ''هذه السنة تضاعف عدد الطلبة الراسبين مقارنة بالسنة الماضية، وعلامات معظم الذين دخلوا الدورة الاستدراكية كارثية وغير منطقية''· كما يشتكي طلبة العلوم الاقتصادية من افتقار كليتهم للهياكل والمرافق البيداغوجية الضرورية، وأكدوا أن ظاهرة الاكتظاظ تفرض نفسها بقوة داخل المدرجات والأقسام، وحتى داخل قاعة المطالعة، خصوصا وأن كليتهم تعتبر من الكليات الأكثر استقبالا للطلبة الجدد بجامعة مولود معمري كل سنة، لكنها الأضعف في مجال الهياكل البيداغوجية، حيث استقبلت كليتهم هذه السنة أكثر من 1800 طالب جديد· وفي هذا الصدد، يقول أحد أعضاء اللجنة المستقلة للكلية، إن التحصيل العلمي بكليتهم أصبح جد صعب بالنظر إلى العدد الهائل من الطلبة والاكتظاظ الكبير الذي أصبح الهاجس اليومي الذي يؤرق الطلبة والأساتذة على حد سواء، فمن جهة يصعب على الطلبة تلقي الدروس وعدم إتاحة الفرصة للعديد منهم للاستفسار عن أي غموض مسجل في الدرس، ومن جهة أخرى يصعب على الأساتذة تقديم وإلقاء الدروس بطريقة جيدة·