صنعت مسرحية ''شيء أزرق'' لفرقة جامي فوو الإنجليزية، الحدث الفني سهرة أول أمس، حيث كان العرض فرجويا بامتياز، مزج بين مختلف المدارس الفنية· في هذه المسرحية، يزول الحاجز بين مسرح الطفل، ومسرح الكبار، كما يزول الحاجز بين مختلف الاتجاهات المسرحية التي تبدو في ظاهرها متناقضة، وتحضر لغة الطفولة بقوة عندما تنزل لغة الحوار العادية إلى أقصى درجاتها· تمتزج الأزمنة والأمكنة، ويشعر المشاهد من خلالها، رغم أن الكثير منه لا يتقن اللغة الإنجليزية التي كانت لغة حوار أساسية أنه يفهم تقريبا كل شيء، فلغة الإشارة وحركات الجسد حضرت وبقوة، كما حضرت لغة البراءة والطفولة، مع المهرجات الثلاث، اللواتي يستحضرن، بعضا من حكايا الأطفال في التراث العالمي، ومنها حكاية ''صاحبة الرداء الأحمر'' المعروفة عند الكبار والصغار، وقصة حبها للذئب، وقصة رابونزيل صاحب الشعر الطويل، الذي ينتظر في العرض حبيبة لن تأتي، وينتظر من يطلق سراحه، لكن تلك الحكايا التي أتت في شكل صامت وبلغة إيحائية قوية، ربما أعادت قراءة ذلك التراث الإنساني الطفولي بشكل جديد وساحر، إلى درجة جعلت الجمهور يصفق وبشدة على رقصة الذئب صاحب صاحبة الرداء الأحمر مع أغنية ''عيشة'' للشاب خالد، كما صفق مع مقطوعات موسيقية عذبة من التراث الإنساني أداها الفنان الملحن عازف التشيلو جريج هول، والذي كانت من خلاله لغة الموسيقى رئيسية في العرض إلى جانب لغات إنسانية أخرى غير تلك المنطوقة والتي كانت قليلة جدا، مما أمتع الجمهور أكثر متجاوزا حاجز اللغات المعروف· لقد زاوج هذا العرض بين، التهريج بمفهومه الإيجابي، وبين مسرح العرائس والاستعراض الموسيقي الممتع، مع السهولة المطلقة والحرفية العالية في تغيير الملابس في كل مرة حتى يخال المشاهد أنه إزاء فرقة كبيرة جدا من الممثلين· واستطاعت فرقة جامي فوو، من خلال عرض ''شيء أزرق'' أن تمتع الجمهور وبكل الألوان، وتقدم مدرسة جديدة في المسرح، تعيد لهذا الفن حيويته مستفيدة من أحدث الإتجاهات المسرحية· لقد حضرت ''الكوميديا دا لارتي'' الإيطالية، كما حضر مسرح العبث، ومسرح الطفل، والموسيقى العالمية، والرقص، وكل ذلك شكّل في الأخير، هذه الألوان المختلفة من المتعة التي جاءت تحت عنوان ''شيء أزرق''· 3 أسئلة إلى إليزا، ممثلة بريطانية، بطلة العرض ما الذي أردتم قوله من خلال هذا الشكل من العرض غير المألوف للجمهور الجزائري؟ لقد أخذنا موضوع الحب والكره، واشتغلنا عليه بعد ذلك بأساليب مختلفة، باستعمال اكسيسوارات ودمى وأقنعة مختلفة، فهناك بالفعل تحريك فضاء مختلف، وربما استطعنا الإمساك باللحظات التي تمتع الجمهور، وبنينا أساس العرض على ذلك، فما بين الفعل الركحي وكنا ننتظر استجابة الجمهور لهذا النوع من المفارقة أو هذه اللغة المسرحية باستخدام الموسيقى والألوان والحركة· وهل ترون أن العرض كان ناجحا مع جمهور لا تعرفونه من قبل؟ مثل هذا النوع من المسرح يعتمد بالدرجة الأولى على رد فعل الجمهور وتفاعله، ونرى أننا نجحنا في ذلك مع الجمهور الجزائري· وماذا عن أغنية الشاب خالد (عيشة)، هل هي موجودة في النص الأصلي، أم أدمجتموها خصيصا للجمهور الجزائري؟ نحن نعرف هذه الأغنية التي أداها الشاب خالد من قبل، وأثناء التمارين كنا في حاجة إلى أخذ أغاني، وأثناء عملية البحث عثرنا على هذه الأغنية التي نعرفها من قبل ووجدناها مناسبة جدا لموضوع المسرحية، من أجل أن يكون هناك تنويع بالعرض·