بعد التصريح الأخير لوزيرنا الهمام للاتصال الأستاذ ناصر مهل لعموم الشعب الجزائري معتذرا له على رداءة برامج اليتيمة خلال شهر رمضان الفائت·· وهو التصريح الذي تبعته حيوية والقليل من الانفتاح والانتقاد أيضا في نشرات الأخبار العظيمة·· والظاهر أن حملة اليتيمة الأخيرة ضد الزبل وقلة النظافة في مدننا وقرانا تصب في هذا الإطار· وهي الحملة التي جعلت الكاميرا تتجول في مختلف مزابلنا في ربوع الجزائر الشاسعة منتقدة ومنددة بهذا الوضع·· وقد أظهرت الكاميرا مواطنينا المحشورين في عمارات الأوبيجيي وهم ينتقدون البلدية التي لا تقوم بدورها في تنظيف الأحياء ورفع الزبالة في وقتها مما يؤدي طبعا إلى تراكمها وينتج عن ذلك الأمراض، خاصة للأطفال الذين لا يجدون مساحات للعب غير أماكن رمي الزبالة·· وقد رأينا في تلك الحملة التلفزيونية المسؤولين في البلديات يدافعون عن هيئتهم ويحمّلون المسؤولية للمواطن الذي لا يخرج زبله في الوقت المناسب·· وأظهرت لنا المواطن كذلك متذمرا من منتخبي البلدية·· وهكذا الكل يتهم الكل والزبل يزداد ويكبر ومعه تنتشر الروائح الكريهة والأمراض· من كل هذا لم تنتبه الكاميرا للزبال·· هذا الكائن الرائع الذي ينظف للناس مراحهم وشوارعهم وأسواقهم وملاعب أطفالهم·· لا أحد استمع إليه وهو يحمل زبل الناس ويلمه بيديه·· لا أحد سأله عن حاله وأحواله·· والحقيقة تقول إن أجور الزبالين من أدنى الأجور ·· لا أحد استمع إلى شكواه وخفف عنه غوائل الزمن· من هنا أرفع تحية حارة إلى كل زبالي العالم·· وإلى زبالي بلادي بالخصوص·· أنتم الذين تبيضون مدننا وترفعون وسخنا ودنسنا كل يوم·· أنتم الذين لولاكم لأكلنا الزبل واستحالت حياتنا جحيما·· تحية إكبار وإجلال لأرواحكم العظيمة التي لا تعاف أوساخنا·· من هنا أنحني احتراما لأرواحكم العظيمة ولنفوسكم الشهمة التي تصبر على ضيم الزمن وظلمه لأجل أن نمشي في شوارع نظيفة·· أنتم الذين تخطفون خبزكم وخبز أولادكم من أنياب وحش الحياة·· فمليار شكر لكم·· لأن حياتنا بدونكم جحيم·