أعلن وزير الاتصال ناصر مهل، أمس عن تقليص ظهور الأحزاب السياسية على النشرات الإخبارية للتلفزيون الجزائري ضمن توجه جديد لليتيمة من أجل تقليص مدة بث الأخبار، وقال إن الظهور من أجل الظهور أصبح جزءا من الماضي. وقال في تعقيب له على استفسار لنائب الجبهة الوطنية محمد الداوي حول شكوى للجبهة بخصوص عدم بث صور نشاطات الحزب أو مقاطعة نشاطاته ''إنه من حق الأحزاب الحصول على تغطية تلفزيونية ولكن التغطية ستقتصر مستقبلا على الندوات الصحفية المخصصة لإعلان مواقف وليس للتجمعات الخاصة بالمناضلين''. وأشار إلى أن التوجه الجديد في تغطية النشاطات الحزبية جاء إثر شكاوى المشاهدين بخصوص ملل نشرات الأخبار بسبب البث لساعات طويلة. ويتوقع أن يثير قرار التلفزة الجديد ثورة الأحزاب السياسية وخصوصا المعارضة التي سبق لها تقديم شكاوى ضد التعتيم الإعلامي على نشاطاتها وهي شكاوى يتقاسمونها مع ممثلي منظمات وطنية وبعض الأحزاب الكبرى منها الأفلان، في ظل انعدام برامج الحوارات السياسية إلا في مناسبات قليلة بالموازاة مع حضور طاغ للحكومة. وامتدح الوزير التوجه الجديد لمؤسسة التلفزيون في معالجة القضايا الوطنية، موضحا أن العمل القائم حاليا يندرج ضمن إصلاح الوضع وأشار إلى الحاجة إلى القيام بمزيد من العمل في هذا المجال. وأبدى رضاه عن القبول العام بهذا التوجه الجديد الذي يأخذ صبغة نقدية لسير قطاعات عمومية وخصوصا التربية والسكن والنشاط التجاري، وقال''لقد لاحظتكم دون شك أن التلفزة (الوطنية) بدأت تقوم بعمل جيد، من خلال نقل النقائص وفي الوقت ذاته إعطاء الكلمة لجميع الأطراف المعنية من أجل إنجاز عمل متوازن. وأكد أن التلفزيون الجزائري مطالب من الآن فصاعدا بتحسين أدائه لتقديم خدمة عمومية أفضل تستجيب لتطلعات المواطنين. وقال إن الإصلاحات التي تمت مباشرتها على مستوى قطاع الاتصال تهدف إلى تحسين الخدمة العمومية لوسائل الإعلام مشيرا إلى أن هناك انتقادات واسعة وجهت لمؤسسة التلفزيون على البرامج التي تم بثها خلال شهر رمضان الكريم. وانتهز الوزير الفرصة ليقدم اعتذاره الرسمي للجمهور الجزائري على البرامج التي تم بثها خلال الشهر الفضيل مؤكدا أنه حان الوقت لإصلاح الوضع وتحقيق قفزة نوعية جديدة قصد تحسين أداء التلفزيون وهذا بإشراك كل الفاعلين سواء داخل المؤسسة أو خارجها. وأعلن الوزير تأخير إطلاق القنوات الجديدة بسبب عدم وجود إنتاج كاف ودعا المنتجين لتكثيف إنجازاتهم. وشدّد الوزير بالمناسبة على أهمية تشجيع المنتجين والمبدعين في المجال السمعي البصري حتى يكونوا مثلما قال في مستوى تطلعات الجمهور. وأكد بصفته صحفي قبل كل شيء على أهمية إضفاء احترافية أكبر على عمل الإعلام الجزائري واحترام أخلاقيات المهنة والقوانين والآخرين. وعبّر الوزير في رده عن أسفه لقيام بعض ممتهني الصحافة بتسخير المهنة لتهديد المسؤولين. ودعا لمكافحة الظاهرة كنواب وحكومة وصحفيين ومسؤولين. وأعلن عن توجه قطاعه لإطلاق برنامج تكوين للمهنيين وتطوير الاتصال المؤسساتي وتم في هذا الإطار برمجة يوم تكويني للمتخصصين في الاتصال بالوزارات في أواخر شهر أكتوبر الجاري.