يعاني مواطنو بلدية تيزي غنيف، الواقعة على بعد 50 كلم جنوب غرب مدينة تيزي وزو، من صعوبات جمة في استخراج الوثائق من مصلحة الحالة المدنية جراء الفوضى العارمة والطوابير الطويلة، وينتج عن ذلك توتر العلاقة بين المواطنين والموظفين· وما زاد الأوضاع ترديا هو سوء التسيير الذي لازم هذه البلدية، حيث أكد مواطنو تيزي غنيف أن عملية استخراج الوثائق المختلفة من مصلحة الحالة المدنية بالبلدية تكاد تكون مستحيلة بسبب الفوضى العارمة الناتجة عن سوء الفوضى، وأضافوا أن الطوابير تبدأ أمام الباب قبل بدء ساعات العمل، حيث يضطر المواطنون للحضور إلى مقر البلدية باكرا في الفترة الصباحية بهدف احتلال الأماكن الأمامية لاستخراج الوثائق تجنبا للطوابير الطويلة، خصوصا وأن هؤلاء المواطنين يقومون بتسجيل أسمائهم في قائمة خاصة، وأشار المواطنون إلى أن استخراج الوثائق من مصلحة الحالة المدنية لاسيما منها شهادة الميلاد ''12S'' الخاصة بملف جواز السفر أمر يتطلب أسبوعا نظرا للمواعيد التي تقدمها مصلحة الحالة المدنية في كل مرة· وفي هذا الصدد يقول أحد المواطنين التقيناه دخل مصلحة الحالة المدنية ''أنا هنا للمرة الرابعة على التوالي، ومضطر للحضور كل صباح في أوقات مبكرة لاستخراج شهادة الميلاد الخاصة، لكن كل مرة يقول لي أعوان المصلحة أنه غير جاهز بعد''· ومن جهة أخرى، أبدى معظم المواطنين الذين التقيناهم في بلدية تيزي غنيف استياءهم الشديد من ورود أخطاء بصفة متكررة في الوثائق المستخرجة مما يضطر بالمواطنين لإعادة الوثائق والانتظار في طوابير طويلة ومملة· بالإضافة إلى ذلك، ونظرا للطوابير الطويلة ووجوب قضاء وقت طويل داخل المصلحة، فإن معظم المواطنين يضطرون إلى ترك دفاترهم العائلية داخل المصلحة وتسبب الوضع في ضياع العديد منها خلال عملية التصديق· ومن جانب آخر، تشهد المصلحة إقبالا كبيرا لمواطنين يقيمون في مناطق بعيدة عن البلدية، وقد عبّروا لنا عن خيبة أملهم من الفوضى التي لازمت المصلحة، وفي الكثير من الأحيان يعودون إلى منازلهم دون استخراج وثائق الحالة المدنية· وأخطر من ذلك، أكد المواطنون أن بعض أعوان مصلحة الحالة المدنية يمارسون تجاوزات في حق المواطنين وينعتونهم بشتى أنواع السب والشتم ولا يميزون بين طفل وشيخ وامرأة، ويحدث هذا خصوصا عند استفسار المواطنين عن أمر يخص وثائقهم أو في حالات ورود الأخطاء فيها، هذا الوضع يتسبب في الكثير من الأحيان في نشوب شجارات بين المواطنين وأعوان مصلحة الحالة المدنية التي كثيرا من ينقل المشكل بين الطرفين إلى خارج أسوار البلدية· ومن جهة أخرى، تعاني المصلحة من نقص الخدمات بالرغم من التعداد المهم من الموظفين، حيث يتجاوز عددهم 16 عنصرا والمصلحة لها فرعين فقط· وفي الموضوع ذاته اشتكى العديد من المواطنين من التصرفات غير المهنية التي يقوم بها معظم أعوان المصلحة أثناء فترات العمل، حيث أكدوا أنه وبدلا من العمل قصد تلبية رغبات المواطنين وتقديم لهم خدمات في المستوى يلجأون إلى تبادل الحديث لفترات طويلة فيما بينهم، أضف إلى ذلك يقدم البعض منهم إلى ترك مكتبه قبل الوقت المحدد، ويحدث ذلك أمام أعين المواطنين الذين فقدوا الأمل في تغير الأوضاع على مستوى مصلحة الحالة المدنية، مؤكدين أن الأوضاع تسير من السيء إلى الأسوأ·