كشفت مصادر لها صلة بملف مكافحة الإرهاب، أن الجماعة السلفية للدعوة والقتال الناشطة بمنطقة القبائل، أصبحت تستخدم التيار الكهربائي في بعض مخابئها وملاجئها الكبرى والرئيسية التي تأوي أهم أمراء وقياديي التنظيم الإرهابي، ويسرقونها من الأعمدة الكهربائية التي تعبر الغابات المعروفة بالمعاقل الرئيسية للسلفية، بعد أن يقوموا بقطع التيار وربط الأسلاك، التي ينقلونها إلى مخابئهم بعد تخزينها في الأرض على عمق يزيد عن 50 سنتيم، لمنع اكتشافهم من قبل قوات الجيش خلال عمليات التمشيط· أفادت ''الجزائر نيوز''، من مصادر أمنية، أن إرهابيا تائبا مؤخرا، ينحدر من ولاية بومرداس، كشف لمصالح الأمن، أن الجماعة السلفية للدعوة والقتال أصبحت تستخدم كل الوسائل لتوفير الطاقة داخل ملاجئها في الغابات، لاسيما وأنها تواجه البرد الشديد في فصل الشتاء، مشيرا إلى أن هذه الطاقة يستفيد منها فقط الأمراء والقياديون البارزون، بينما حرم الإرهابيون البسطاء منها، وهؤلاء لا يزالون يعيشون شبح البرد المستمر الذي دفع -بحسبه- العديد منهم للتخلي عن العمل المسلح وتسليم أنفسهم· وكشف المصدر، أن بعض أهم وأكبر معاقل السلفية التي تأوي كبار وقياديي ما يسمى ب ''تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي'' موصولة بالتيار الكهربائي، واعترف أن عملية ربط هذه الملاجئ بالتيار الكهربائي بدأت خلال الصيف المنصرم، مشيرا إلى أن الجماعات المسلحة قامت بربط اثنين من أكبر مخابئ السلفية على مستوى غابات إيعكوران المتواجدة أقصى شرق ولاية تيزي وزو، وهي المخابئ التي قال عنها إنها ملاجئ للأمراء والقياديين البارزين في التنظيم الإرهابي من بينهم الأمير الوطني عبد المالك درودكال، حيث يوفرون التيار الكهربائي واستخدامه لتوليد الطاقة والحرارة داخل مخابئهم ويربطون بها حواسبهم بشبكة الأنترنت ومشاهدة القنوات التلفزيونية الجزائرية والقنوات الإخبارية العالمية· وأضاف ذات التائب، أن نفس العملية تم القيام بها على مستوى غابات بومهني بذراع الميزان - 45 كلم جنوب غرب مدينة تيزي وزو - حيث تم إيصال أحد أكبر المعاقل المتواجدة في هذه المنطقة بالتيار الكهربائي، مؤكدا أن مكان تواجد هذا المخبأ لم تدخله قوات الجيش منذ بداية العمل المسلح في التسعينيات، وأشار إلى أن الإرهابيين يستخدمون فيها التجهيزات الكهربائية، لاسيما في ورشة صناعة القنابل اليدوية والذخيرة الموجودة في غابات بومهني، وذكر أيضا أن سرية ميزرانة هي الأخرى قامت بربط مخبأ أميرها على مستوى أدغال ميزرانة، معترفا أن هذا المخبأ تم ربطه بالتيار الكهربائي من أحد المنازل المهجورة المتواجدة بقرية ''تومجاج'' وقاموا بتمرير السلك داخل الجدار وغطوه بالإسمنت، قبل أن ينقلوه تحت الأرض على بعد 850 متر، وأضاف أن كتيبة الفاروق الناشطة بغابات بوغني، قامت هي الأخرى بربط المخبأ المتواجد في أعالي غابات ''ثنزا'' المحاذية لحظيرة جرجرة بالتيار الكهربائي· ونفس العملية قامت بها السرايا الناشطة في معاقل سيدي علي بوناب التابعة لولاية بومرداس، والمتواجدة على الشريط الحدودي مع ولاية تيزي وزو، حيث تم نقل إحدى الأسلاك الكهربائية في الأرض على بعد 3 كلم من عمود كهربائي موجود بغابات قرية ''آث سدي إسماعيل'' وتم ربطه بأكبر مخبأ بسيدي علي بوناب·