كشف أحد الإرهابيين التائبين مؤخرا، أن الأمير الوطني لتنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي، عبد المالك درودكال، المكنى أبو مصعب عبد الودود، وجه منذ حوالي شهر أوامر لمختلف أمراء الكتائب والسرايا الناشطة بتيزي وزو وحذرهم من تنفيذ عمليات الاختطاف في الوقت الحالي، ودعاهم إلى تجنب كل أنواع المواجهات مع سكان منطقة القبائل، كما أمرهم بضرورة تكثيف عمليات السطو على مراكز البريد والبنوك، والتي يراها الحل الأنسب لمواجهة الأزمة المالية التي يعاني منها التنظيم الإرهابي في الجزائر، وتجنب الدخول في صراع مع سكان منطقة القبائل· وحسب ما علمته ''الجزائر نيوز'' من مصادر لها صلة بملف مكافحة الإرهاب، فإن إرهابيا تائبا مؤخرا كشف لمصالح الأمن خلال عمليات التحقيق، أن الهبات الشعبية التي فجرها سكان منطقة القبائل لتحرير كل من الشيخ ''حساني علي'' الذي ينحدر من قرية آث كوفي من بوغني، والشاب ''ايبارار الوناس'' بفريحة، أربكت التنظيم الإرهابي في الجزائر خصوصا الأمير الوطني عبد المالك درودكال، وحسب اعترافات ذات التائب، فإنه ولأجل تجنب كل الهبات الشعبية الشجاعة المتمثلة في تحرير الرهائن دون دفع فديات، قرر المسؤول الأول عن الجماعة السلفية للدعوة والقتال أن يتخذ تدابير عاجلة، متمثلة في عدم تنفيذ عمليات الاختطاف في الوقت الحالي بتراب تيزي وزو، محاولة منه لتهدئة الأوضاع وامتصاص غضب الشعب، حيث أمر أتباعه بتجنب كل أنواع العمليات الإرهابية التي يحتمل منها أن تثير سخط وتذمر سكان منطقة القبائل، حيث كشف ذات التائب أن عبد المالك درودكال أصيب بخوف شديد بعدما أقدم سكان بوغني على اقتحام غابات المنطقة للبحث عن عمي ''علي''، ونفس الوضع عاشه خلال اقتحام سكان عرش آث جناد لغابات فريحة· وفي هذا الصدد، أكد ذات الإرهابي أن عبد المالك درودكال أوصى أتباعه بتجنب حدوث ما حدث خلال 2001 المعروف بالربيع الأسود أو ما شابه ذلك، كما أن درودكال خاطب قيادته بتعليماته في اجتماع عقد منتصف شهر جويلية بالحدود الغابية بين تيزي وزو وبجاية· وأضاف التائب أن درودكال بدا في حديثه أنه يخشى تمرد سكان تيزي وزو ضدهم في حالة ما واصل الإرهابيون عمليات الاختطاف بتيزي وزو، واعترف أن ذلك سيكون حتما نهاية التنظيم الإرهابي، معتبرا غابات القبائل القاعدة الرئيسية للإرهابيين· إلى جانب ذلك، كشف ذات الإرهابي الذي سلم نفسه لمصالح الأمن أن أبو مصعب عبد الودود لم يهضم مبادرة أبو العباس مفتي الجماعة السلفية وعضو لجنة الأعيان الذي سلم نفسه لمصالح الأمن، خصوصا أن تبعه في ذلك عدد هام من المسؤولين في التنظيم الإرهابي، وأكد التائب أن درودكال عجز تماما عن إقناع الإرهابيين بمواصلة العمل المسلح، مشيرا إلى أن هناك عددا كبيرا من الإرهابيين في الغابات ومعظمهم أمراء ومسؤولين كبار يريدون تطليق العمل المسلح والعودة إلى كنف المجتمع، وحسب اعترافات التائب، فالإرهابيون تأكدوا أكثر من أي وقت مضى أن التنظيم الإرهابي في الجزائر لا مخرج ولا أهداف له، وأصبحت ظاهرة تخلي أمراء وقيادة كبار عن العمل المسلح تؤثر تأثيرا بليغا على الإرهابيين، وتشجعهم أكثر على سلك نفس العملية والنزول من الجبال·