أحبطت قوات الأمن المشتركة، أول أمس الإثنين، اجتماعا طارئا لأهم القيادات العليا لتنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي مع أمراء منطقة القبائل، وهذا الاجتماع كان مبرمجا عقده على مستوى غابات زكري الواقعة على حدود ولايتي تيزي وزو وبجاية، وهذا إثر عمليات التمشيط والقصف التي استهدفت الغابات المذكورة ، ما يؤكد حقيقة المعلومات التي انفردت بها ''الجزائر نيوز'' في أعدادها السابقة، والتي كشفت أن عبد المالك درودكال يواجه صعوبات كبيرة في عقد المؤتمرات والاجتماعات حتى على مستوى الغابات التي تعرف بالقواعد الخلفية للإرهاب، الأمر الذي جعل بعض بقايا ''الجيا'' يمهدون لتنحيته من منصبه بسبب فشله الذريع في تسيير التنظيم الإرهابي· تشير المعلومات التي تحصلت عليها ''الجزائر نيوز'' من مصادر مؤكدة إلى أن الأمير الوطني لتنظيم ما يسمى بالجماعة السلفية للدعوة والقتال المدعو عبد المالك درودكال المكنى ''أبو مصعب عبد الودود'' هو من أمر شخصيا أحد أمراء منطقة القبائل، لم يتم الكشف عن اسمه، بالإشراف على هذا الاجتماع على مستوى غابات زكري، والذي برمج لأن يكون بغرض بحث ودراسة الوضعية الصعبة التي تتخبط فيها القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي في منطقة القبائل، وكذا قصد إيجاد حلول عاجلة للمشاكل التي يواجهونها في الميدان خصوصا فيما يخص الصعوبات التي يواجهها التنظيم في التحركات والتنقل في المناطق الريفية والحضرية في كل من تيزي وزو، البويرة، بومرداس وبجاية، وكذا كمحاولة للرد على الاجتماعات التي عقدها قائد أركان الجيش الفريق فايد صالح مع مسؤولي الأمن في الولايات المذكورة لتفعيل استراتيجية مكافحة الإرهاب في منطقة القبائل· وتأتي عملية إحباط هذا الاجتماع -حسب المصدر الذي أورد الخبر- إلى وصول معلومات لمصالح الأمن منذ أسبوع تفيد بتحضير قيادة التنظيم الإرهابي لعقد اجتماع طارئ في غابات الجهة الشرقية لولاية تيزي وزو، دون العلم بمكانه بالضبط، حيث قامت قوات الأمن المشتركة بالتكثيف من وجودها في غابات المنطقة لاسيما على مستوى غابات إيعكوران، غابات آيث شافع، غابات بني غبري، غابات أكفادو، حتى غابات تيفرين المحاذية لغابات بني كسيلة، لكن قيادات التنظيم الإرهابي كانت قد برمجت عقد هذا الاجتماع على مستوى غابات زكري، الواقعة على الشريط الحدودي بين ولايتي تيزي وزو وبجاية· ومباشرة بعد تلقي مصالح الأمن معلومات مساء الأحد المنصرم، من طرف بعض السكان أكدوا لهم أنهم لاحظوا تحركات لأعداد من العناصر الإرهابية وعلى شكل جماعات تتجه إلى غابات زكري، قامت قوات الأمن المشتركة بالتدخل الفوري، حيث باشرت حملة تمشيط واسعة النطاق استهدفت هذه الغابات، وقامت صبيحة أول أمس الإثنين بقصفها ، وركزت بصفة أكثر على الأماكن التي تعرف أنها من المعاقل الرئيسية لتنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي في غابات زكري، هذا الأمر دفع بقيادات التنظيم الإرهابي إلى إلغاء هذا الاجتماع والفرار من هذه الغابات اضطراريا نحو الغابات المجاورة· رصد تحركات لعدد من الإرهابيين في المناطق الشرقية للولاية وفي سياق له صلة بالموضوع، علمنا من مصادر محلية مؤكدة أن العديد من سكان المنطقة الشرقية لولاية تيزي وزو رصدوا، صبيحة وزوال أمس الثلاثاء، تحركات لعناصر إرهابية في عدة أماكن، حيث لوحظ في كل من غابات المكان المسمى بوخروف ببلدية آيث شافع، وكذا في غابات إبحريزان الواقعة من الجهة الشمالية لنفس البلدية، ورصد تحركاتهم كذلك على مستوى غابات عزوزة المتاخمة لغابات إيعكوران، ما يؤكد حقيقة الفشل الذريع لقيادات التنظيم الإرهابي في عقد اجتماع بين القيادات العليا للتنظيم الإرهابي مع أمراء منطقة القبائل في غابات زكري، حيث لم يتمكنوا من الاجتماع بعدما استطاعت قوات الأمن المشتركة من إحباطه، وهذا ما يؤكد كذلك حقيقة المعلومات التي أدلى بها أحد الإرهابيين التائبين، والذي كشف لمصالح الأمن منذ شهرين على أن عبد المالك درودكال يواجه صعوبات كبيرة في عقد الاجتماعات حتى في الغابات التي لم تستطع بعد قوات الجيش الدخول إليها، وأرجع ذات الإرهابي التائب ذلك إلى نجاح المخطط الأمني الأخير الذي اتخذته القيادة العليا للدفاع الوطني· التنظيم الإرهابي في منطقة القبائل يقرر هيكلة نفسه في جماعات صغيرة علمت ''الجزائر نيوز'' من مصادر لها صلة بمكافحة الإرهاب، أن قيادات التنظيم الإرهابي الناشطة في منطقة القبائل، قررت منذ أسبوعين التحول إلى جماعات صغيرة يتراوح أعدادها من عنصرين على الأقل إلى ستة عناصر على الأكثر في كل مجموعة، كي يتمكنوا من الإفلات من ضربات الجيش المتواصلة على منطقة القبائل، وهذا نتيجة للحصار والطوق الأمني المفروضة على المنطقة، والتي أتت ثمارها بعدما تمكنت من القضاء على عدد معتبر من الإرهابيين، من أمراء وقيادات عليا ومستشارين، وكذا تفكيك العديد من الخلايا النائمة لبقايا الإرهاب، فضلا عن تفكيك شبكات الدعم والإسناد، وخنق الجانب اللوجيستيكي والمعلوماتي·