أفادت مصادر متطابقة من منطقة العمليات العسكرية التي تشنها وحدات الجيش الوطني الشعبي ضد معاقل ما يسمى بتنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي، التي يقودها أبو مصعب عبد الودود، أنه قد تم القضاء على أمير منطقة الوسط للتنظيم الإرهابي، أبو ضرار، وعدد من مقربيه الذين ينشطون في ثلاث كتائب تنشط تحت لواء هذا التنظيم، وهي كتائب الفرقان، النصر والفتح· وذكرت مصادرنا أن التنظيم الإرهابي كان بصدد عقد اجتماع لقادة الكتائب مع عناصرهم رفقة أمير منطقة الوسط أبو ضرار أحد أبرز مقربي الأمير الوطني المزعوم درودكال، مشيرة إلى أن عدد الإرهابيين الذين تم القضاء عليهم بلغ لحد أمس 7 إرهابيين، ضمن عدد آخر من الإرهابيين الذين كانوا بصدد عقد لقاء للكتائب في جبال سيدي علي بوناب الذي تتحصن فيه عناصر وقيادة تنظيم القاعدة· ولا يعرف لحد الآن مصير زعيم تنظيم القاعدة عبد المالك درودكال، إن كان من بين القتلى أو الجرحى أو الناجين، خاصة وأن مصادر قالت إنه كان ضمن الجماعة المحاصرة· وتعتبر هذه العملية الأكبر من تلك التي نفذتها قوات الجيش عام ,2002 وأدت إلى مقتل الأمير الوطني للجماعة السلفية للدعوة والقتال، نبيل صحراوي، بغابات إيعكوران· وقد ألحقت عناصر الجيش هزيمة نكراء بتنظيم القاعدة في معقله بمنطقة القبائل، حيث شارك في العملية العسكرية حوالي أربعة آلاف جندي مدعمين بوحدة خاصة من القوات الخاصة، وكذلك طائرات هيلكوبتر، كل ذلك تحت قيادة جنرالين أحدهما نائب قائد الناحية العسكرية الأولى والآخر تابع لقيادة الناحية العسكرية الثانية· وقد تم التشويش على مناطق واسعة لشبكة الهاتف النقال في ثلاث ولايات مجاورة للمنطقة، ويتعلق الأمر بولايات بومرداس، البويرة وتيزي وزو، أو تلك التي تقع بمحيط منطقة سيدي علي بوناب، المترامية الأطراف، ويكمن الهدف من التشويش على شبكة الهاتف النقال، قطع الاتصالات بين الإرهابيين المحاصرين، فضلا عن منع تنفيذ عمليات تفجيرية عن بعد باستعمال الهاتف· كما تم تدمير أزيد من ثلاث كازمات، بعد قصف مدفعي مكثف للمواقع المحاصرة بمنطقة واد قرقور بسيدي علي بوناب، آيت سعادة، وادي لربعاء ووادي عبونان بذات المنطقة· وقد استمرت عملية القصف المصحوبة بقصف مروحي طيلة ليلة أول أمس، حسب مصادرنا التي أضافت أن إمكانيات مادية وبشرية لا تزال تلتحق بمواقع عملية التمشيط، ومحاصرة قرابة 20 إرهابيا بينهم عدد من القياديين· وموازاة مع عملية التمشيط، شرعت قوات الأمن المشتركة في عمليات أخرى بكل من البويرة وبومرداس، حيث تم قصف مواقع التنظيم الإرهابي بجبال عمال وقدارة ببومرداس ولالا أم السعد بالبويرة· وتأتي العملية إثر معلومات تحصلت عليها قوات الأمن، من أحد أبرز الحراس الشخصيين لعبد المالك درودكال، الذي تم توقيفه قبل أيام بولاية بومرداس، وأدلى بمعلومات مهمة لمصالح الجيش بشأن تحرك تنظيم القاعدة· ومكنت عملية جمع المعلومات الاستخباراتية فيما يخص الاتصالات التي قام بربطها عدد من قيادات التنظيم الإرهابي، حيث تم تحديد أماكن تواجدهم، مما ساعد مصالح الجيش على إعداد خارطة لمحاصرة الإرهابيين، وغلق كل المنافذ التي تمكنهم من التسلل· وسادت أمس أخبار عن مصير عبد المالك درودكال، قالت بمقتله، لكن مصادر مطلعة أكدت لنا أن العملية المتواصلة قد تمكن من القضاء عليه خلال الساعات القادمة، خاصة وأن قوات الجيش تحكم سيطرتها على المنطقة·