من جهة ثانية، أوردت نفس المصادر أن قوات الأمن قد تمكنت من معلومات أدلى بها أحد الإرهابيين الموقوفين في ولاية سكيكدة، قال فيها إن الكثير من الأمراء قد عقدوا لقاء جهويا للكتائب الناشطة في المنطقة، خاصة منها كتيبة الشهداء، وكتيبة الغرباء والاعتصام، وعدد من السرايا والمجموعات الإرهابية التي تنشط في جبال كركرة، وغابات الشرايع، والزيتونة غربي ولاية سكيكدة.. وهذا تحت إشراف أبو يوسف العنابي الذي يريد استرضاء الأمير الجهوي للمنطقة السادسة أبو الحسن رفقة الأمير الوطني أبو مصعب عبد الودود. وأضافت نفس المصادر أن سبب الاجتماع جاء بسبب تراجع الأعمال الإرهابية، وكذا توبيخ دروكدال للعديد من أمراء الشرق على التقاعس عن تنفيذ المخططات الارهابية، إضافة إلى نجاح مصالح الأمن في تفكيك العديد من الخلايا والقواعد الخلفية في المنطقة، بلغ، حسب مصدر أمني حوالي 12 خلية في الفترة الأخيرة. كما أن عدد نشطاء هذه الخلايا على المستوى الوطني الذين تم توقيفهم منذ بداية العام الجاري ناهز ال 400 متورط في قضايا الدعم والإسناد وتوفير المؤونة والسهر على رصد تحركات مصالح الأمن. أما عن اللقاء الذي حضره قرابة 13 أمير كتيبة وسرية من مختلف المناطق الشرقية إلى ولاية باتنة، والذي رجحت مصادر أن يكون أمير المنطقة التاسعة يحي أبو عمار المدعو الفرماش، والذي كان يحمل صفة المستشار العسكري لدروكدال في المنطقة الثانية قبل أن يتم تعيينه على رأس إمارة المنطقة التاسعة التي تشمل عمق الصحراء الجزائرية، قد أرسل عنه مندوبا يحضر اللقاء الذي كان مرتقبا قبل أن تشن القوات المشتركة حملة تمشيط واسعة، وكذا عمليات القصف الجوي عن طريق الطيران الحربي. أما فيما يخص الاجتماع الذي عقده أبو مصعب عبد الودود شخصيا، والذي ضم أمراء كتائب النور والأرقم والفرقان والأنصار وكذا سرايا الشام وشعبة العامر وسي مصطفى وأعضاء مجلس الأعيان واللجان المالية والشرعية، فقد أكدت معلومات استقتها مصالح الأمن من إرهابيين سلموا أنفسهم في الفترة الأخيرة، أنه جرى في غابات سيدي علي بوناب بولاية تيزي وزو. وقد وصف هذا المؤتمر بالهام بسبب العدد الكبير للأمراء الحاضرين وحتى مجلس الأعيان الذي نادرا ما يجتمع ويعقد لقاءاته، حيث تناول عددا من القضايا أهمها محاولة التنظيم الإرهابي تفعيل عملياته الإجرامية عن طريق كسر الحصار الذي فرضته قوات الأمن المشتركة منذ مدة على معقل الإمارة الوطنية للتنظيم بكل من ولايات تيزي وزو وبومرداس والبويرة، إضافة إلى تعويض وتنصيب أمراء جدد على كتائب كان قد قضي على أمرائها خلال الأشهر الأخيرة، وهو ما فسرته الجهات الأمنية بصعوبة اتخاذ أبو مصعب أي قرار دون تزكية من مجلس الأعيان، الذي يضم عددا معتبرا من إرهابيي الجيل القديم الذي انخرط في صفوف الجماعة الإسلامية المسلحة، حيث صعب عليه سد الفراغ والشغور في العديد من المجموعات. إضافة إلى السخط والتذمر على الأمير الوطني من مختلف قيادات التنظيم بسبب التهور في القيام بعمليات إرهابية أدت إلى قضاء مصالح الأمن على أخطر الإرهابيين كسعداوي أبو الهيثم، وسفيان فصيلة "أبو حيدرة" وعبد المالك قوري "خالد أبو سليمان" وغيرهم، إضافة إلى تسليم أمراء لأنفسهم إلى مصالح الأمن. وأكدت نفس المصادر إلى أن هذا المؤتمر الذي عقد خلال الأسبوع الأول من الشهر الماضي، قد تم طرح فيه مسألة فرار المجندين الجدد من صوف الإرهابيين وتسليمهم لأنفسهم لقوات الأمن، وكذا حالة اليأس والإحباط النفسي الذي يعاني منها عدد كبير من الإرهابيين. كما تم خلال هذا الاجتماع تنصيب أمراء جدد على أهم الكتائب واللجان من بينها الخزينة والمالية التي تعتبر كتيبة الأرقم أهم ممول لها عن طريق ابتزاز المواطنين وعمليات الخطف التي تنتهي غالبا بفدية. وقد أسندت هذه اللجنة إلى أحد المقربين من أبو مصعب عبد الودود، إضافة إلى إسناد مهمة تولي مجلس الأعيان والأمراء إلى المكنى أبو زكرياء مبارك زيد، وكذا مفتي الجماعة والضابط الشرعي لها، حيث تم تنصيب المكنى عمر أبو حيان على رأسها. هذا وأشارت مصادر أخرى إلى أن الأجهزة الأمنية قد أحبطت منذ شهر سبتمبر الماضي أزيد من 10 عمليات.