تستعد الجزائر لاستغلال مشاريع اقتصادية كبرى كمترو الجزائر وخطوط جديدة مكهربة لقطارات الضاحية، و''الترامواي'' بكل من قسنطينة ووهران والعاصمة، بالإضافة إلى محطات تحلية مياه البحر ورسكلة المياه المستعملة، هذا دون ذكر السكنات التي تستهلك ما يقارب 40 بالمائة من إنتاج الطاقة الكهربائية في الجزائر والتي ستتوسع حظيرتها مع المشاريع الجديدة، مما يشكل صعوبة عظمى للشركة الوطنية للكهرباء والغاز لضمان مستوى توزيع كاف ومنظم، بالموازاة مع مشاكل التوزيع المتذبذب التي تعرفها اليوم، أفلا يقودها سيناريو العجز إلى خوصصتها في حال رفض الخزينة تمويل مشاريعها؟ يحتاج ميترو الجزائر على سبيل المثال حسب المدير العام المساعد، طيب زنداوي، إلى ما لا يقل عن 30 مليون كيلواط ساعي في السنة وبدون أي انقطاع لضمان سير حسن له، مع العلم أن الولاياتالمتحدةالأمريكية أكبر قوة اقتصادية عالمية والممول الرئيس لكندا وعدد من دول القارة الأمريكية بالكهرباء ومن بين الدول الأولى التي شيدت الميترو في العالم، تعرف كثيرا من المشاكل بسبب وقوع مصادر تمويله بالكهرباء، حيث كانت كارثة ميترو نيو يورك سنة 77 من بين الأعنف في العالم، بالإضافة إلى عطل نفس الميترو ولنفس السبب سنة ,2003 وعجزت المولدات عن التموين، لقوة الضغط عليها والمقدرة ب 345 ألف فولط، حيث وقع الحادثان في الصباح رغم أنها فترة يعرف فيها مستوى استهلاك الكهرباء تراجعا··· وإذا كانت الجزائر قد وضعت من الوسائل ما تتجنب به مثل هذه الكوارث في ظرف تعجز فيه سونلغاز عن تموين مصباح واحد على مدار اليوم صيفا وفي ولاية من ولايات الجنوب أو حتى الشمال، فقد يكون ذلك معجزة حقيقية· ليس هذا المشروع فقط ما يحتاج إلى الطاقة في العاصمة وحدها، بل تحتاج كهربة خطوط السكة الحديدية هي الاخرى حسب مصادر من المؤسسة، إلى ما لا يقل عن 20 مليون كيلواط ساعي من الضغط العالي الكهربائي وعلى مدار السنة وبدون انقطاع، على مسافة 2605 كيلومتر في العراء و174 كيلومتر داخل المحطات و442 كيلومتر خاصة بمديرية النقل بالسكك الحديدية للصيانة والتوقف، بالإضافة إلى 11 كيلومترا أخرى خطوطا مكهربة مزدوجة، وهي كلها خطوط لم تستغل بعد، وتعد هذه الخطوط الموجودة كمشاريع حاليا، ضغطا على ما مجموعه 400 كيلومتر دخلت مرحلة الاستغلال· وستقوم الجزائر بجلب 64 قاطرة ذات الدفع الذاتي المشغلة بطاقة قدرها 25 كيلو فولط، علاوة على جلب 30 قاطرة ذات محرك كهرباء ديزل· وتقول مصادر أن ''الترامواي''، يستهلك من الكهرباء ما لا يقل عن 50 مليون كيلواط ساعي سنويا، مع العلم أن الطاقة التي يستهلكها هذا المشروع مضروبة في ثلاثة بما أنه على مستوى الوسط والغرب والشرق، هذا في الوقت الذي تحتاج فيه خطوط سكك الضواحي إلى اكثر من 10 ملايين كيلواط ساعي سنويا· أما محطات تحلية المياه وإعادة رسكلة المستعملة منها التي لا تقل كميات الطاقة الكهربائية، التي تعمل بها عن وسائل النقل المذكورة، فإنها هي الأخرى عبء آخر على ''سونلغاز'' دون نسيان أن حظيرة السكنات تستهلك نحو 40 بالمائة من الطاقة الإنتاجية للكهرباء في الجزائر والتي ستتسع إلى ما هو أكبر وأكثر، مما يجعل هامش الاستهلاك ممددا معها أيضا· هذا الواقع يضع ''سونلغاز'' في ورطة حقيقية لاعتزامها التصدير وتحسين مستوى التوزيع لبيوت الجزائريين بالموازاة مع إمضائها عقود تلتزم فيها بضمان تمويل المشاريع الكبرى··· سيناريوهات واقعية أكد الرئيس بوتفليقة أن المؤسسات الكبرى في الجزائر ذات الطابع العمومي غير قابلة للخوصصة، كما كان الحال بالنسبة للقرض الشعبي الجزائري الذي كان على شفا حفرة من خوصصته وفتح رأسمال ''اتصالات الجزائر'' قبل تجميد المشروعين، وليس الاستغناء عنهما مما يبقيهما دوما مرشحين للخوصصة متى سمحت الظروف، فهل ستكون ''سونلغاز'' في حال فاقت الاحتياجات من الطاقة، قدرة إنتاجها، معرضة للبيع يوما ما، خاصة وأن هذه الشركة عجزت وهي تتحدث عن تصدير وتحسين توزيع، عن صيانة خطوطها ومولداتها مانحة إياها لعدد من شركات المناولة؟