ارتبطت تلمسان بكثير من الأفكار المتعلقة بالفن والعمران وغيرها، مما يؤكد على أن المدينة لطالما كانت رمزا للتاريخ والجمال، غير أن ما لا يدركه الكثير من الجزائريين أن المدينة باتت ترتبط كذلك بأكبر آفة يعرفها الاقتصاد الوطني: التهريب، على اعتبار أن مدينة مغنية التابعة إداريا لتلمسان تحولت إلى أكبر معبر لتهريب البضائع نحو الجارة المغرب· هي سمعة باتت لصيقة بالمدينة التي بالكاد تكشف عن وجهها الحقيقي للزائر في وضح النهار، إذ على من يرغب في كشف المستور أن يزور المدينة ليلا· مثلما يحدث في قصص الخيال، ينقلب حال المدينة من السكون النهاري لحركة ونشاط اقتصادي ليس ببعيد عن حركية البورصات العالمية، هي حركية اقتصادية لا يرقى لها الاقتصاد الرسمي في الجزائر· كان الخروج من تلمسان باتجاه مغنية في الساعات الأولى من الصباح، حيث أكد سائق التاكسي أن المسافة بين عاصمة الزيانيين والمدينة الحدودية لا تتجاوز الساعة والنصف في حال السير بسرعة معقولة، فالطريق السيار الجديد قلص مدة قطع الطريق، وبالفعل في الوقت المحدد عبرنا بوابة لالّة مغنية، تلك التي يقال عنها أنها كانت امرأة محسنة وذائعة الصيت في المنطقة، فما كان إلا أن سميت باسمها· لم تكن أولى إطلالة على المدينة توحي بأي اختلاف عن أي مدينة داخلية وإن بدا أنها ليست مجرد قرية، فمغنية مثلما أكده سائق التاكسي جديرة بأن تتحول إلى ولاية قائمة بذاتها، فهي بالكثافة السكانية التي تجعل منها منافسة لتلمسان الولاية، والحق أن العمران والحركة وإن بدت بطيئة إلا أنها توحي بنشاط ولا أصدق دليل على ذلك من حركة سير السيارات التي باتت هي الأخرى تعرف ازدحاما، فالسيارات تروح وتجيء دون هوادة والغريب أن الكثير منها يحمل لوحات ترقيم من نوع خاص، إذ تحمل رقم ,122 بدل من سنة تسجيل السيارة والأغرب أن جزءا كبيرا من السيارات فرنسية الصنع وقديمة الطراز، فإذا مرت عشر سيارات من أمامك تأكد أن ثمانية منها من نوع ''رونو ''21 أو ما يشبهها، فيما بعد سنتأكد أن للأمر علاقة بسعة خزان الوقود· في مرحلة ما من السير كان لا بد من تعبئة الوقود، فكانت جولة طويلة ومضنية من أجل إيجاد محطة بنزين توفر ولو القليل من البنزين، لم تكن بالمهمة السهلة، فقد كانت الخمس محطات التي زرناها فارغة وتضع حاجزا لا يسمح بمرور السيارات، في حين أن المحطات المتبقية كانت تعرف طابورا طويلا يعد بمئات الأمتار، إذ كان يشهد وقوف عشرات السيارات من ذات النوع إن لم تكن متشابهة، بدأ سائق التاكسي في التذمر، على اعتبار أن الأمر يتكرر في كل مرة مع ''الحلابة'' مشيرا بقوله: ''من الصعب أن تعمل سائق تاكسي في مغنية، إذ يتطلب الأمر تضييع ساعات طوال كل يوم من أجل تعبئة خزان الوقود وكل ذلك بسبب الحلابة''، والمقصود بالحلابة مهربي الوقود عبر الحدود الجزائرية المغربية، على اعتبار أنهم يمضون يومهم في التزود بالبنزين وكل أنواع الوقود على أن يتم تخزينه في المنازل، سيما في القرى الحدودية· حاولنا التقرب من أحد القائمين على محطة البنزين، الذي أكد بدوره أن الأمر يتكرر كل يوم، في بعض الأحيان نجد الزبائن في انتظار وصول شاحنات الوقود، بمجرد التفريغ ساعتين أو ثلاث بعد ذلك لا تجد ولا قطرة في المحطة، فالتزويد لا يعرف أي حدود ولا فرق بين من يأخذ كمية استهلاكه للسير ومن يخزن الوقود بغرض تهريبه: ''بالرغم من أنني أعرف تقريبا كل الحلابة وحتى إن لم أكن أعرفهم شخصيا يكفي أن تعرفهم من سياراتهم وعدد المرات التي يأتون فيها للمحطة، غير أنه لا يمكن منع شخص من ملء خزان سياراته أكثر من مرة في اليوم الواحد، بالنسبة لي هو زبون مثله مثل أي زبون آخر''، مثل هذا الأمر تكرر في كل المحطات التي تمكنا من زيارتها بمدينة مغنية، بل إن الأمر امتد إلى غاية القرى الحدودية على غرار ''الشيقر'' التي تفصلها عن مدينة وجدة المغربية بضع كيلومترات لا تتجاوز الخمسة، حيث لم نجد أي قطرة وقود بالمحطة، في إشارة من طرف المشرف عليها إلى أن الساعة تقارب منتصف النهار ولا بد من انتظار تزويد مقبل، ما يعني أن المحطة أغلقت ولم يعد هناك ما يوزع، وقد أكد موزع الوقود بقوله: ''الكل يعلم ما يحدث ولا أحد يحرك ساكنا، كل شباب المدينة يمتهن هذه الحرفة، إن تم منعها أو عرقلتها بأي شكل من الأشكال ستنفجر المنطقة، وإلا كيف يمكن تفسير وجود محطات للوقود على بعد كيلومترات قليلة من معابر التهريب، الأمر أشبه بتسهيل المهمة على الحلابة''، بالفعل لم يعد خفيا على أحد من سكان المدينة أنها تعيش بفضل ما يتم تهريبه من وقود وأشياء أخرى، ففي السوق المركزي للمدينة، تجد كل أنواع الخضار والفواكه ولا تستعجب إن طلب منك البائع الاختيار بين ''سلعة البلاد أو سلعة المغرب''، فالحمضيات التي تمنح الطاولات منظرا جميلا تم جلبها من مزارع المغرب، والحال أن الكثير من المواد الفلاحية من ذات المصدر، إذ يخيل لك أن حجم التبادل التجاري بين الجارتين في أوجّه، فلا أحد يمانع عرض المنتوجات القادمة من المغرب وإن كانت بطرق غير شرعية· على هذا الحال وجدنا مغنية تدير اقتصادا قائما بذاته، أما عن مشروعيته فذلك آخر اهتمامات العاملين بهذا القطاع وما أكثرهم في مغنية· الحلابة، حشيشة طالبة معيشة··! استمر بحثنا عن قصص الحلابة بالرغم من أن توقيف أحدهم ومحادثته عن هذه المهنة لم يكن بالأمر السهل، فقد كانوا على الدوام على عجلة من أمرهم، عدا الشاب ''مهدي''، الذي توقف بأحد محلات الشواء، بادرناه بالسؤال عن مهنته، فما كان إلا أن جاوب مثل الكل ''حلاّب''، كان لابد من توضيح هذه المهنة كيف تتم وما هي مراحلها، على حسب ''مهدي''، فإن مهمته تكمن في تزويد خزان سيارته ''رونو ''21 بالوقود على أن يوصله لأقرب نقطة من الحدود الجزائرية، حيث يتركه في دلاء مخزنة لدى بعض من معارفه ممن يمتهنون بدورهم التخزين، على أن يتسلّم بقية المهمة مجموعة من الشباب ممن يوصلونه إلى الجهة المقابلة من الحدود أو بالأحرى مجموعة من الشباب المشرف على تربية الحمير، على اعتبار أن هذه الحيوانات هي التي تتكفل بتوصيل الوقود للجهة المقابلة، حيث تجد من ينتظرها من المغاربة· المثير أن ''مهدي'' الذي لم يخف وضعيته المادية الميسورة بفضل مهنته، سيما أنه هو رفقة ثلاثة من إخوته يقومون بذات المهنة، يؤكد أن مهنته لا خطورة فيها، فكل ما يقوم به ملء الخزان وإفراغه في أحد بيوت التخزين مرة أخرى وعادة ما يقوم بذلك أكثر من خمس مرات في اليوم· أما عن تهريب الممنوعات، فيقول: ''هذي خدمة عندها ناسها، الحلابة حشيشة طالبة معيشة، خاطينا المشاكل تع الممنوعات، على حد علمي ماشي ممنوع تعمّر البنزين''، هكذا يبعد الشبهة عن نفسه وعن رفاقه، لم نحتج إلى إصرار كبير من أجل إقناع ''مهدي'' لأن يأخذنا معه في واحدة من خرجات التخزين لإحدى القرى، فكانت الوجهة غير بعيدة عن منطقة سيدي بوجنان، كانت آخر نقطة قبل الوصول لوجدة المغربية، كل البيوت التي مررنا عبر أزقتها تعطي انطباعا أنها حديثة أو على الأقل عرفت تجديدا، فالطلاء فاقع بين من اختار الأزرق الفاتح ومن اختار الوردي، ولعل أهم نقطة تقاسم بين كل هذه البيوت كونها تضم صهاريج كبيرة وعشرات الدلاء المرمية في كل مكان، عرفت من مرشدي مهدي أن كل الحلابة يتخذون وجهتهم نحو هذه البيوت لتفريغ الحمولة، المثير أنه غير بعيد عن المكان أخذنا ''مهدي'' رفقة أحد رفاقه القاطنين بالمنطقة إلى ساحة غير بعيدة عن المساكن وأعاد المنظر لذاكرتي اكتشاف منظر مماثل في المنطقة منذ أربع سنوات خلت، حيث وجدت نفسي أمام أكثر من عشرين حمارا، يقال أنه يتم تدريبهم على التنقل عبر الحدود دون الحاجة إلى مرافق بشري وطريقتهم في ذلك ترك الدابة تعطش طوال يوم كامل، على أن يقودها شخص غير محمّل بالوقود ويعطيها الماء بمجرد وصولها للجهة المغربية ويستمر الحال على ذاك المنوال لأكثر من أسبوع، إلى غاية أن يعتاد الحمار على السير لوحده في تلك المسارات ليصبح بذلك جاهزا للبدء في مغامرة تمرير الوقود عبر الحدود، والمثير أن مصالح الجمارك كثيرا ما تجد نفسها خلال المداهمات التي تقوم بها أمام حمير دون من يقودها، فتكتفي باسترجاع كميات من الوقود· في هذا الصدد، يؤكد لنا ''مهدي'' أن المكسب المادي مغري جدا، خاصة وأنه لا وجود لأي فرص عمل في المنطقة ما يجعل غالبية الشباب أمام شبح البطالة أو اختيار مهنة ''الحلاّبة''، إذ أن دلوا بسعة 30 لترا يتم اقتناؤه بحوالي 850 دينار جزائري في حين أنه يعاد بيعه في وجدة بحوالي 950 درهم مغربي، ما يعني أن الربح الصافي قد يصل إلى غاية ألف دينار في الدلو الواحد ولكم أن تحسبوا الفائدة، وبالتالي يجزم الكل على استحالة التوقف عن هذه المهنة التي باتت تعيل كل المدينة، إذ لا يكاد يخلو بيت من شخص له علاقة ما بهذه المهنة· الأدهى أن مغنية لم تعد فقط معروفة بتهريب الوقود، بل امتد الأمر ليشمل كل أنواع المنتوجات، فالحديث عن التهريب بات يشمل البضائع، الهواتف النقالة، الملابس وحتى المواد الغذائية من كل نوع، فقد أكد لنا ''مهدي'' أن عددا من نساء مغنية يسوقن بضاعتهن المتمثلة في ''خبز كوشة الطين'' في أسواق وجدة بشكل عادي، تماما كما تجد في مقاهي مغنية أنواع المأكولات الوجدية التي يتم تسليمها يوميا قبل طلوع الفجر، وكأن الأمر يتعلق بحركة عادية بين الجهتين· من أجل التقرب من موضوع التهريب الذي تجسد في أذهان الكثيرين بمنطقة الزوية، كان لا بد من زيارة المنطقة· الزوية، بورصة الجزائر الموازية كانت الطريق المؤدية لأكبر قطب اقتصادي في مغنية مليئة بالحواجز الأمنية، قيل أنها من أجل الحد من ظاهرة التهريب، فقد كان الطريق إلى بلدية بني بوسعيد وبالتحديد ''الزويّة'' فارغا إلا من دوريات الجمارك المتوقفة على حافة الطريق، لم تكن القرية تبدي أي اختلاف أو تميز يجعل منها تستحق كونها القطب الاقتصادي، فالحركة قليلة وعادية، وبالفعل أكد لنا جميع من تحدثنا معهم أنه للوقوف على حقيقة الزويّة الاقتصادية لا بد من زيارتها ليلا، وبالضبط بين الثالثة صباحا والخامسة، إذ ينتعش السوق في الليل· وجدنا أنفسنا أمام الأمر الواقع لا بد من العودة ليلا ومع أن هذه الرحلة لم تكن غريبة، فقد سبق أن قمت بها في فترة سابقة إلا أن توقعاتي أن الأمور قد عرفت تغيرا ما، في الواقع كانت المفاجأة أن كل الأمور ذاتها، ذات الحركة التي تنسيك أنك في ساعة متأخرة من الليل ومتقدمة من النهار، حركة غير طبيعية وكأن جنيا ما نفخ الروح في تلك الأجساد المهرولة في كل مكان، الكل مشغول، بالكاد تجد فرصة لتبادل بعض الكلمات مع أحدهم، سيما إن لم تكن في صميم البيع والشراء· كل شيء يباع وكل شيء يشترى، محلات الأكل مملوءة، باعة الشاي، الصبية المشغولين بتوضيب البضائع من خلال لفها بالغراء اللاصق، الحمالين، لا مجال لأي تكاسل، هي ساعات قليلة يقضي فيها كل منهم مبتغاه، كان المكان على ضيقه يعج بالنساء، كلهن بذات الملامح متشابهات، التعب بادٍ على تقاسيم الوجه، ومع ذلك تجدهن يتسارعن هنا وهناك، يخترن البضاعة ويقمن بصفقات قد لا يفقه إشارتها إلا من سبق له العمل في بورصة· فالجدير بالذكر أنهم أصحاب لغة خاصة بهم، فمثلا ''الله يربّح'' تعني الحاجة مقضية والصفقة معقودة، وهو ما قامت به المدعوة ''زينب'' القادمة من تيارت رفقة عدد من رفيقاتها، اللاتي تخصصن في مهمة نقل البضائع من ''الزوية'' وإيصالها للتجار إلى غاية محلاتهم أينما وجدوا على حد قول زينب: ''أنا أتعامل مع تاجر من منطقة باتنة، يأتي في الصباح من أجل اختيار قطعة واحدة من الثياب الرجالي في أحد البيوت، على أن يتم تسليمي العينة وأدوّن الكمية المرادة لتأتي مهمتي في الليل من أجل اقتناء الكمية المحددة وتمريرها عبر الحواجز الأمنية للجمارك، في كل الأحوال يتم اقتناء كمية أكبر من تلك المسجلة تحسبا لأي مشكلات، حيث في كثير من الأحيان نضيع كميات من الحمولة في الطريق، فهناك من يساومك بدلا من التوقيف يأخذ منك عددا من السراويل أو الأحذية أو غيرها مما يتوفر''، والحال أن كثيرات هن النسوة اللاتي احترفن هذه المهنة، على اعتبار أنهن أقدر على تمرير الملابس المجلوبة من إسبانيا، فهذه الملابس مطلوبة لأنها أوروبية الصنع وبالتالي أغلى سعرا في مقابل تلك التي يتم جلبها من تركيا أو الصين، فالطلب يظل قائما وكثيرا على الملابس والأحذية الأوروبية، ما يجعل امتهان هذه الحرفة يضمن قوت العديد من العاملين في تمرير البضائع عبر الحواجز الأمنية، بهذا الخصوص تقول إحدى رفيقات زينب: ''تمرير البضائع من وجدة إلى ''الزوية'' أسهل من تمريره على الحواجز الأمنية للدرك وللجمارك، فهي تستمر إلى غاية سيدي بلعباس، في بعض الأحيان يتم حجز كل البضاعة ويتم الزج بنا في السجن لفترات قد تصل لأكثر من ستة أشهر لكن في أغلب الأحيان هناك من الطرق ما يجنبنا مثل هذه المعاناة، يكفي أن تتنازل عن بعض الحمولة ويمكنك المرور''، وقد أكدت رفيقة زينب القادمة من عين تموشنت أنها تربح في السروال الواحد 100 دينار، علما أنها تنجح في تمرير أكثر من ثلاثين سروالا في اليوم والحال أنها تقوم بتلك الرحلة بشكل يومي، على أن يتم إيصال البضاعة إلى التجار بكل أنحاد الوطن عبر سائقي التاكسي الذين تتعامل معهم، إذ يكفي أن تضع البضاعة في سيارة الأجرة الذاهبة لباتنة، وادي سوف، بشار وأحيانا الى العاصمة وحاسي مسعود، في حين أن الحساب يتم بشكل دوري· هي صناعة واقتصاد مزدهر ذاك الدائر في الزوية، نجح بالرغم من مخالفته للقانون أن يفتح بيوت عشرات الآلاف من الجزائريين الذين لم يجدوا من طرق للعيش غير التهريب· بهذا الشأن تقول زينب ''ماني نسرق ولا نقتل، وما نتاجرش في الخدات ولا بجسدي، هي بضاعة أنقلها والحق أني نجحت في تربية أبنائي وإخوتي وبنات أختي المطلقة، الكل يدرس بفضل هذه المهنة''، التي تقول عنها أنها بالرغم من المخاطر التي تتعرض لها إلا أنها لا تفكر في التوقف عن مزاولتها، من هذه المخاطر اعتداء بعض الشباب عليها وعلى مثيلاتها بالضرب كلما لم تصلح صفقة، كما قد تصل إلى غاية الدخول للسجن وهو ما جربته لأكثر من مرة لكن لفترات قصيرة، بالرغم من ذلك تقول زينب: ''هذي بالصح ماشي خدمة تع النسا بصاح إذا شدتي قدرت وخدمتي على شرك ولا واحد يمسك، كل واحد يجري على شروا ومكاش خدمة ما فيهاش الخطر، هذا ما كتب ربي والحمد الله على ما يرزقنا''، بالكاد جاوزت زينب الثلاثين ومع ذلك تعيل عائلة يفوق عددها العشرين والحال أن كل من يقصد الزوية للعمل في الليل، إنما قادته قصص بؤس وشقاء· لتبقى بذلك الزوية ومغنية لا تحتكم إلا لقانون ابتدعته لنفسها لتصبح بذلك قطبا اقتصاديا من نوع خاص، قطب له شفرته وأجندته، كسوق الثلاثاء بالزوية الذي يعاد فيه بيع ما تبقى من منتوجات مهربة ليلا، فالهواتف النقالة والألبسة الأوروبية سيما الرجالية من النوع الرياضي تباع بأسعار قد تصل للضعف في محلات المدن الكبرى· هي مغنية التي يقول عنها خبراء الاقتصاد أنها تنهك ميزانية الدولة، في حين يؤكد كل المستفيدين منها أنها البحر الكريم الذي يرزق أطفالهم قوت يومهم·