يعاني سكان بلدية ذراع القايد ببجاية، الذين يفوق عددهم ال 500 ألف نسمة من عزلة فرضها عليهم الواقع الجغرافي، مما جعل المنطقة تعيش تخلفا وركودا تنمويا· وقد أدى عدم الاهتمام بهذه المنطقة التي تعتبر من المناطق الهامة على مستوى الجهة الشرقية للولاية، باعتبارها تتوافر على مساحة زراعية تقدر ب 6675 هكتار إلى ظهور أزمة السكن، وغياب التهيئة العمرانية، لاسيما وأن الاعتمادات المالية التي تمون مختلف البرامج التنموية المحلية والقطاعية لا تستجيب بصورة تامة لمقتضيات المنطقة· كما أن نسبة البطالة التي بدأت تسجل ارتفاعا مذهلا في البلدية، حيث وصلت إلى 45 بالمائة، وهو ما جعل أغلبية الشباب يميلون للنزوح الريفي للبحث عن مناصب عمل محتملة في البلديات المجاورة، والأغلبية يفضّلون إما عاصمة الولاية أو يتجهون إلى ولاية سطيف الأقرب إليهم، وآخرون يفضّلون اللجوء إلى تيزي وزو للعمل في ورشات البناء· أما الباقي الذين ليس لهم خيار آخر، فيفضّلون التسكع في الطرقات، والبعض منهم يمارسون النشاط الفلاحي، إلى جانب أوليائهم لعلهم يكسبون من وراء ذلك لقمة عيش، وقضاء أوقات الفراغ· ويعتبر مشكل غياب المرافق الترفيهية الهاجس الذي عمّق من معاناة شباب المنطقة، المحرومين من أدنى اهتمام· وفي مجال السكن الريفي، نجد بأن الوضع قد تحسن كثيرا بالنسبة للسكان الذين استفادوا من مساعدات السكنات الريفية، لكن عدد المساعدات الممنوحة لهذه البلدية قليلة جدا، مقارنة بعدد العائلة التي هي بحاجة ماسة للسكن، حيث تنتظر الآلاف من العائلات التي أودعت ملفاتها إلى المصالح البلدية الاستفادة من مساعدات السكن الريفي· كما يعاني فلاحو المنطقة من غياب كلي للمساعدات الفلاحية على عكس البلديات الأخرى، ما جعل العديد منهم يهجرون بلديتهم والاستقرار في البلديات التي تحظى باهتمام كبير من المساعدات الفلاحية التي تقدمها الدولة، ويزداد الأمر تعقيدا لدى فلاحي القرى والمداشر المعزولة التابعة لبلدية ذراع القايد، بطبيعة الحال الحديث هنا يجري حول الفلاحين الذين يقطنون في القرى التابعة لبلدية ذراع القايد، فبالرغم من أنها تعرف حركة نشيطة في مجال الفلاحة الريفية، إلا أن الفلاحين سئموا من غياب الدعم بما فيها تماطل السلطات الفلاحية في فتح الطرق الفلاحية التي من شأنها أن تساعد فلاحي المنطقة، علما أن المنطقة لها تضاريس جبلية وعرة· ومن جهة أخرى، تشكو البلدية ذاتها غياب الأمن، حيث انتشرت مختلف عصابات الإجرام التي أصبحت تزرع الرعب في العديد من القرى والطرق المؤدية إليها، وحاليا تعرف ظاهرة السرقة والاعتداءات تزايدا خطيرا خلق خوفا وذعرا في نفوس السكان، وأصبح معظم السكان يحلمون بالهجرة من قريتهم لتجنب مختلف الأخطار المحدقة بهم والبحث عن حياة أفضل، فهم يناشدون كل الجهات المعنية للتدخل وإخراجهم من العزلة التي فرضت عليهم منذ سنوات·