ككل يوم نبقى نطل على شاشتنا الباردة وكيفية تعاطيها مع الأحداث وعلى الرغم من كل ما حصل و ما يحصل مازال الأمر يسير على نفس الوتيرة ··· وكما دائما لا يضعون الأصبع على الجرح ولا على أي شيء أخر ·· قال حماري وهو يتابع ما يقال حول السكر والزيت و ما تنوي الدولة ···لا أدري لماذا لا يناقشوا الأسباب الحقيقية لما يحصل ؟ قلت له ضاحكا ··· فعلا أنت حمار ··وحمار حقيقي ··تريدهم أن يوجهوا أصابع الإتهام لأنفسهم ؟ وين لقيتها هاذي؟؟ قال ···كل ما يقال عبر قناتهم يبين كيف أن هؤلاء االلصوصب الأبرياء ، دمروا وكسروا وأحرقوا و مع ذلك فإن الدولة تبدو احنينةب معهم وهاهي تصلح ما أفسده المفسدون ·· قلت له ··طبعا وهل هناك حنية أكثر من حنيتها ··؟ وفجأة قاطعنا وصوت الطائرة العمودية التي بقيت تحلق في السماء ··· وهنا صرخ حماري ·· اسمع ··هل أنت تسمع ··يا سلام بلغت الحنية السماء ·· انفجرنا من الضحك ·· لا ندري ما سببه رغم أن كل ما حولنا يوحي بالبكاء ·· سواء كان الوضع أو الغاشي أو حتى الوجوه التي اختبأت ولم تعد قادرة على المواجهة ·· قال حماري ·· ما زلت تتكلم عنهم وتذكرهم؟ قلت له ··وهل تحلى الحياة بدونهم ؟ نهق عاليا وقال ··ولكن للأسف حياتهم تحلى بدوننا ·· ولم يدركوا أن الفقر ملئها علينا و تسلل إلى عقولنا وقلوبنا·· قلت له ···يبدو أن الأحداث الأخيرة فتحت شهيتك على التحليل والفلسفة ·· قال ··بالعكس منذ الأسبوع الفارط وشهيتي مغلوقة على كل شيء ·· ولا رغبة لي لا في الكلام ولا في السلام·· قلت له ··كفاك استحمارا و حاول أن تجد الحل لما يحدث ·· قهقه عاليا وقال ·· معك الحق إذا غابت القطط تلعب الفئران ·· لم يبق سوى حمار مثلي يحلل ويناقش ويحاول إيجاد الحلول ·· في ظل غياب أصحاب الحل والربط ··