أقدم صباح أمس مئات التلاميذ في الأقسام النهائية بالعاصمة على تنظيم مسيرة باتجاه ثانوية محمد بوضياف في الدارالبيضاء، احتجاجا على ما أسموه كثافة البرنامج الدراسي وضخامته وسط تعزيزات لمصالح الأمن بالزي المدني والرسمي والتي فرقتهم دقائق فقط عقب وصولهم إلى ذات المكان، وهددوا بالعودة إلى مسيرة اليوم باتجاه مديرية “الجزائر شرق”، فيما وصف المجلس الوطني لأساتذة التعليم الثانوي والتقني ما حدث بمحاولة بعض الأطراف زعزعة وضرب استقرار الموسم الدراسي. توقف تلاميذ الأقسام النهائية بثانويات “الجرف” و”محمد بجاوي” بباب الزوار بالعاصمة، زوال أمس، عن الدراسة، ودخلوا في إضراب احتجاجا على ما وصفوه بالبرنامج الدراسي الكثيف والضخم، الذي حال دون استيعابهم له أمام إسراع الأساتذة في مباشرة الدروس دون أن يتمكنوا من فهمها، لاسيما خلال العطلة الشتوية، حيث وجهت وزارة التربية الوطنية تعليمة لكافة مدراء الثانويات بتخصيص الأسبوع الأول منها لمراجعة الدروس وإجراء تمارينات مع حلها. وقال طلبة من ثانوية “الجرف” من الأقسام النهائية بباب الزوار ل”الفجر” أن التوقف عن الدراسة شرع فيه منذ أول أمس، ولا يزال مستمرا حتى يتكفل القائمون على قطاع التربية بانشغالاتنا ومطالبنا المتمثلة في تخفيف البرنامج الدراسي، مهددين بتنظيم مسيرة احتجاجية أخرى اليوم باتجاه مديرية التربية “الجزائر-شرق”. وأضافوا أن مئات التلاميذ من الأقسام النهائية من ثانويتي “الجرف” و”بجاوي محمد” نظموا مسيرة باتجاه ثانوية “محمد بوضياف” الكائن مقرها بالدارالبيضاء وهذا للتحسيس بالوضعية التي يعانون منها، ورافق تنظيم المسيرة تواجد مصالح الأمن بالزيين المدني والرسمي بمرافقة سيارات الشرطة مخافة من أن تنزلق الأوضاع، لكن تحكم أفراد الشرطة في الوضع حال دون أن تحدث أي مناوشات وتم تفريق التلاميذ المحتجين. وأوضح التلاميذ المعنيون بهذه المشكلة أنهم سيتمسكون بمطالبهم وسيواصلون التوقف عن الدراسة والإضراب، مع البقاء داخل أقسامهم حتى يحل المشكل رغم أن إطارات مديرية التربية توجهوا صباح أمس إلى الثانويتين المذكورتين، لتهدئة تلاميذها وتعهدهم بإيجاد حلول لهذه القضية. في ذات السياق نفى المنسق الوطني لأساتذة التعليم الثانوي والتقني نوار العربي علمه بهذه الحركة الاحتجاجية، والتي تحولت إلى توقف عن الدراسة والإضراب، مستغربا هذا الأمر الذي اعتبره غير عادي لأن البرنامج الدراسي لكل طلبة ثانويات الأقسام النهائية واحد على المستوى الوطني، والوتيرة التي يدرس بها كل التلاميذ واحدة، فلماذا يتحجج طلبة الثانويتين المذكورتين تحت ذريعة كثافة البرنامج الدراسي وضخامته، مضيفا أن الأمر لا يعدو أن يكون محاولة لضرب استقرار الموسم الدراسي وزعزعته.