قام صباح أمس عشرات التلاميذ في الأقسام النهائية للعاصمة، بالدخول في إضراب عن الدراسة وتجمعوا أمام مداخل الثانويات احتجاجا على ما أسموه كثافة البرنامج الدراسي وتشعب دروسه، وهو الاحتجاج الذي اعتبرته النقابات محاولة من التلاميذ للظفر بمزيد من التسهيلات، داعية في الوقت نفسه الوزارة إلى عدم تقديم المزيد من التنازلات فيما يخص البكالوريا حتى لا تفقد مصداقيتها الدولية. في حين ربط اتحاد أولياء التلاميذ الاحتجاج بمحاولة بعض الأطراف زعزعة وضرب استقرار الموسم الدراسي خدمة لمصالحهم. وشهدت أمس عدة ثانويات بالعاصمة تعطل الدراسة في أقسامها النهائية على غرار مؤسسات علي بومنجل بالعناصر، وريدة مداد بالحراش، متقنة الرغاية، ثانوية بوعلام دكار بقاريدي 2 وثانوية سعيد حمدين. كما احتشد العشرات منهم أمام مداخل الثانويات احتجاجا على كثافة الدروس التي قالوا إن كثيرا منها لم يستوعبوه بسبب إسراع الأساتذة في مباشرة الدروس على حساب الفهم. وصرحت طالبات من ثانوية وريدة مداد بالحراش ل''البلاد''، بأن التوقف عن الدراسة شرع فيه منذ أمس ولا يزال مستمرا حتى يتكفل القائمون على قطاع التربية بانشغالاتهنّ ومطالبنهن المتمثلة في تخفيف البرنامج الدراسي، مهددات بتنظيم مسيرة احتجاجية باتجاه مديرية التربية ''الجزائر شرق''. وأضافت أن مئات التلاميذ من الأقسام النهائية يحتجون للتحسيس بوضعيتهم، وهددوا بمواصلة الإضراب والاعتصام داخل أقسامهم حتى يحل المشكل. من جهته، اتهم اتحاد أولياء التلاميذ أطرافا من القطاع بمحاولة الزج بالتلاميذ لزعزعة الموسم الدراسي خدمة لمآرب شخصية لا علاقة لها بالتربية، على حد تعبير الاتحاد. ودعا الوزارة إلى إيفاد لجنة تحقيق بغرض تقصي الحقائق وكشف الأطراف التي تحاول الزج بأبنائهم في مثل هذه المتاهات ومعاقبتها. كما دعا خالد أحمد رئيس الاتحاد أولياء التلاميذ إلى مراقبة ومرافقة أبنائهم وتوعيتهم بروح المسؤولية التي تعهد بها الأولياء والنقابات والوزارة فيما يخص عتبة الدروس. في السياق ذاته نفى المنسق الوطني لأساتذة التعليم الثانوي والتقني، نوار العربي، علمه بهذه الحركة الاحتجاجية، ومستغربا هذا الأمر الذي اعتبره غير عادي لأن البرنامج الدراسي لكل طلبة ثانويات الأقسام النهائية واحد على المستوى الوطني، والوتيرة التي يدرس بها كل التلاميذ واحدة، فلماذا يتحجج طلبة الثانويات المذكورة تحت ذريعة كثافة البرنامج الدراسي وضخامته، مضيفا أن الأمر لا يعدو أن يكون محاولة من طرف التلاميذ للظفر بالمزيد من الإجراءات التسهيلية لضمان الحصول على البكالوريا. ودعا المتحدث الوزارة إلى عدم تقديم المزيد من التنازلات فيما يخص البكالوريا وتطبيق القانون بحذافيره فيما يخص امتحان هذه الشهادة، حتى لا تفقد مصداقيتها العالمية، مؤكدا على ضرورة اعتماد الوزارة الوصية إستراتيجية طويلة المدى فيما يخص الامتحانات الرسمية، ولا يجب أن تتخذ إجراءات تأخذ طابع ردود أفعال عن مواقف طارئة• كما أضاف أن التلامبذ في الوقت الراهن ليسوا بحاجة إلى تخفيف البرامج وإنما الى تأطير نفسي يزيل المخاوف من اجتياز امتحان مصيري بالنسبة إليهم.