قال حماري وهو يقرأ ما كتب عن المسيرة الداعية لكسر حالة الطوارئ والمزمع تنظيمها في الأيام القادمة.. يا ناس.. نريد حقنا فقط.. قلت له مستهزئا.. من هؤلاء الناس الذين تخاطب؟ أصحاب السلطة أم أصحاب المسيرة؟ نهق عاليا وقال.. أخاطب نفسي فقط.. لقد كرهت.. نريد حقنا فقط.. لا أكثر ولا أقل.. قلت له.. حقك في الشغل والسكن والحياة الهادئة والكريمة أليس كذلك؟ قال.. فقط.. والله فقط.. لا أريد لا امتيازات ولا حاويات ولا قوة ولا سلطة.. أريد أشياء بسيطة ''ونخليلهم البلاد''.. قلت ضاحكا.. الحق مثل الزيت يطفو دائما.. نهق وقال.. مثل الزيت؟ إذن يحتاج إلى ثورة أخرى.. أخذنا الزيت بالثورة وربما الحق أيضا.. قلت له.. لا تورطني فيما تقول.. لم أقصد هذا؟ قال.. وأنا فهمت هذا.. قلت.. هذا شأنك أيها الحمار إذا ربطت بين الثورة والحق.. قال.. أنت قلت أنهما ''كيف كيف''.. قلت.. آه.. لقد دوختني، ولكن ها هو المجتمع منقسم بين راض وغاضب، إختر لك جناحا تنضم تحته ودعني من مشاكلك.. قال.. ''طب طب'' أنا لن أدخل تحت جناح.. جناحي يكفيني.. لم نر منهم شيئا لا أحزابا ولا حكومة ولا سلطة ولا غيرها.. قلت.. لا تستعجل الحقيقة مثل النحلة تحمل في جوفها العسل وفي ذنبها الإبرة..