ذُهلت وذُهل حماري عندما تفحصنا الأرقام التي نشرتها منظمة الشفافية الدولية للدول الأكثر فسادا في هذه السنة وزادت الدهشة حينما وجدنا العلامة التي منحت للجزائر·· يا للعجب·· ماذا ينتظر المسؤول؟ هكذا صاح حماري وهو ينهق ويشهق والعرق يتصبب منه·· قلت له ساخرا·· لا تنتظر ردة فعل يا حماري على هذا الوضع لأن اللعب أصبح الآن على المكشوف· طأطأ رأسه وأذناه وقال·· علامة إثنان ونصف من عشرة تعطى للتلميذ الغبي·· قلت له·· الغبي والشقي والذي لا يهتم بدروسه ويعتبرها آخر اهتماماته·· نهق عاليا وقال·· ورغم علاماته السيئة فإنه يفعل المستحيل حتى ينجح بالطرق الملتوية·· ومع ذلك ينجح! نظرت إليه باستغراب وقلت·· ماذا تقصد بعبارة ومع ذلك ينجح؟ قال·· هذا البلد لن يتغير ولن ير النور أبدا·· وأريد فقط أن أرى وجه هؤلاء الذين أوصلوها إلى هذا الخراب·· قلت له·· صدقني لن يتحرك فيهم شيئا·· كل شيء مدبر·· ثم ما يهمهم هو السرقة وملء أرصدة البنوك فقط·· والشعب خليه يموت·· قال·· يجب أن يكون هناك تغييرا جذريا من الرأس للقدمين·· قلت له ضاحكا·· يبدو أن الأرقام استفزتك لدرجة أنك تحرض على الثورة·· قال·· نعم استفزتني·· ونعم أحرض على ثورة ضد الفساد والظلم·· سرقونا·· سرقوا خبزنا·· سرقوا عرقنا·· سرقوا مستقبل بلدنا·· الله لا تربحهم·· قلت له ضحكا·· لا تدعي عليهم·· ستنفجر في رأسك وتتحوّل إلى حطام·· دعهم يفعلون ما يشاءون·· الموعد عند الذي لا يفاضل بين الناس··