''قتلتها بسبب المشاكل، لأنها كانت تؤنبني كثيرا، تحثني على العمل، طلبت مني الزواج، أخفت جواز سفري، كنت أشك أنها كانت تضع لي السحر بالأكل...'' هي العبارات التي ذكرها، أمس، أمام قاضي الجنايات شاب قتل أحن وأعز مخلوق على وجه الأرض ''والدته'' التي تعبت من أجله وسهرت الليالي كي تجعل منه رجلا، يجازيها عن ذلك وينخر جسدها ب 23 طعنة، ولم يسلم من ذلك حتى الثدي الذي أرضعته منه. هذه الجريمة التي تقشعر لها الأبدان، وقعت بضواحي منطقة الحراش بتاريخ 17 فيفري 2010 في حدود الساعة السادسة مساء، فبعد نقل الضحية (خ. فتيحة) البالغة من العمر 54 سنة إلى مستشفى سليم زميرلي، تلقت مصالح الأمن نداء من قاعة العمليات تفيدهم بأن امرأة قد تعرّضت للضرب والجرح العمدي بسلاح أبيض أدى لوفاتها. وبناء على ذلك تم فتح تحقيق في القضية، وتم التوصل إلى الفاعل الذي كان ابنها البكر (ب. عمر) البالغ من العمر 38 سنة، وهو عامل بوحدة نفطال بالحراش. هذا الأخير الذي أدلى بتصريحات غير مقنعة ولا يتقبلها العقل، كون الأسباب لا تخوّل له قتل والدته أو أي شخص آخر مهما كانت صفته فيصرح ويقول إنه قتلها لإنهاء المشاكل معها كونها كانت تؤنبه على عدم مزاولة عمله، وبسبب ممارستها لطقوس السحر والشعوذة، وهذا ما لم يتقبله خاصة وأنه سبق له وأن استفسر من أحد الأشخاص عن حكم السحر، فقيل له إن جزاءه القتل. وبتاريخ الوقائع، خرج صباحا من منزله ولم يرجع إلا في حدود الساعة السادسة مساء، وقبل دخوله إلى المنزل تعاطى المخدرات رفقة أصدقائه بالقرب من وادي الحراش، وبمجرد دخوله قصد المطبخ حيث كانت تتواجد والدته. وعندها أخرج سكينا كان قد اشتراه قبل الواقعة بحوالي الشهر، ووجه لها عدة طعنات، وبعدما سمعت شقيقته كريمة صراخ والدتها، توجهت مسرعة إليها لتتفاجأ بشقيقها يطعنها، وعندها تدخلت وحاولت تخليصها من مخالب ذلك الوحش، فحملتها وأخرجتها خارج المنزل، لكنه تمكن من اللحاق بها، أمسكها من شعرها وواصل طعنها، إلى غاية تأكده من أنها قد ماتت، وهذا ما أكدته شقيقته وأخيه القاصر الذي شاهد الجريمة، وهي نفس تصريحات المتهم الذي مثُل أمام محكمة جنايات العاصمة لمتابعته بجناية قتل الأصول، وبكل برودة والابتسامة التي لم تفارق وجهه، اعترف أمام هيئة المحكمة أنه قتلها لأنها كانت مصدر مشاكله وقرر إنهائها بالتخلص منها نهائيا، وهذا ما اعتبرته ممثلة الحق العام إجحافا في حق تلك الأم المثالية التي تخاف وتحرص على راحة أبنائها من خلال حثها على العمل الصالح، ارتكب في حقها أبشع جريمة خطط لها الجاني مسبقا، لتطالب في الأخير بعقوبة الإعدام، غير أن المحكمة أدانته بالسجن المؤبد.