هناك ممثلون يقبلون العمل مقابل ''سندويتش رخيص'' تبدي الممثلة سالي باعولي رأيها في الساحة الفنية بصراحة، ولا تخشى أن تقول إن التلفزيون مؤسسة تشجع الهزيل والخفيف، ما يشجعها أكثر على البقاء ضمن فريق ''الفهامة'' لأنه منحها الاعتبار والتقدير. غبت عن الشاشة ولم نسمع أخبارا جديدة عنك؟ - ما كنت لأغيب عن جمهوري، لو استمر التلفزيون الجزائري في بث حصتنا ''الفهامة''، فنحن لم نتوقف عن تصوير المواضيع ولا نفهم لحد الآن ما سبب عدم بثها. وهل ظهورك مقرون بحصة ''الفهامة'' فقط؟ - أساسا يعتمد اختيار الممثلين لأداء الأدوار على الأخبار المتداولة هنا وهناك وعلى الإشاعات والأقاويل ولا شيء آخر سواها، فنحن لا نملك طريقة واضحة وشفافة ومهنية تمكننا من الترشح لهذا الدور أو ذاك أو تقربنا من أي مخرج من المخرجين، فالأمر يتعلق برغبة ومزاج المخرج لا غير. أحيانا أشعر أن هذه الطريقة أشبه بلعب الأطفال الصغار، فسوق الفن عندنا أصبح سوقا سوداء، مع أن التمثيل الفني لا يضاهيه فن آخر. ما هي معايير الاختيار؟ - أولا يقع الاختيار على الممثل الذي لا يطلب أجرا عاليا، ولا يشترط خلال عمله أمورا عدة مثل تعديل السيناريو أو الحوار أو المطالبة بحقه في النقل والإيواء أو الإطعام، يقبلون التمثيل بلباسهم الخاص بدل اشتراط أزياء خاصة بالشخصية. فثمة أسماء ظهرت حديثا تقبل العمل مقابل ''سندويتش رخيص''، والعمل مقابل 2000 دج لليوم الواحد، لا يبحث هؤلاء عن شيء آخر سوى الظهور. شخصيا لا يمكنني أن أقبل بمثل هذا الوضع، فأنا خريجة معهد الفنون الدرامية السمعية البصرية ببرج الكيفان دفعة 2005، تلقيت من التعليم ما يعطيني الحق في أجر محترم ومسبق بنسبة 25 % من راتبي، كما لي صلاحية تعديل الحوار إذا لم يكن يناسب شخصيتي ومناقشة المخرج أو كاتب السيناريو في ذلك، فأنا أفقه ما يحدث حولي. من تقصدين من الممثلين في كلامك؟ - أنا لا أقصد الجيل الأول، فرويشد وحسن الحسني وفتيحة بربار وفريدة صابونجي وغيرهم من الكبار خدموا الفن حبا في الوطن أولا، هم جيل الرجال والنساء لا يحطون من قيمتهم أبدا. للأسف ظهر جيل جديد مؤخرا أسميه ''جيل آخر ساعة'' لا يملك ذلك الشعور بذاته الفنية. لكنك من الجيل الجديد أيضا، برزت خصيصا في حصة ''الفهامة''، ماذا يميزك عن أقرانك؟ - نعم عرفني الجمهور منذ 2003 عند أول ظهور لي في الحصة الفكاهية والموضوعاتية، وأنا فخورة كوني أنتمي إلى هذه الأسرة التي تلقيت فيها المعاملة الحسنة ومارست فيها الفن بأشكاله. ''الفهامة'' علمتني أن أستغل ملامحي كلها بالماكياج أو دونه لأعبر عن مواقف كوميدية ذات معنى. اعتمدت كثيرا على لهجتك الشرقية من سوق أهراس؟ - لا لم يكن القصد استغلال لهجتي، فقد نشطت الحصة لثلاث سنوات وتكلمت بلغة جزائرية متوسطة بين العاصمية والشرقية. أما عن إسداء دور لي أتحدث فيه بلهجتي، فكان باقتراح من المخرج محمد صحراوي الذي رأى أنه من الجميل أن نضفي على العمل تنوعا في اللهجات الجزائرية والتعريف بها، تماما كما فعل ''فعيفع'' و''شني شني'' وحكيم. تقولين إنك تملكين صلاحية النظر في النص، لكن ''الفهامة'' تعتمد على الارتجال بالدرجة الأولى؟ - صحيح لم نشتغل على نص بعينه، لكن انطلاق العمل على أي موضوع نابع من فكرة ترسم حدودها وتوضح لنا من قبل المخرج، نعرف من أين نبدأ وحيث يجب أن نتوقف. العفوية والطلاقة التي تميزني هي نتاج موهبتي صحيح ولكنها أيضا ثمرة توجيه محكم من المخرج. ألا يزعجك أن يقترن اسمك بهذه الحصة فقط دون عمل آخر قد يمنحك فرصة تطوير موهبتك؟ - بالعكس، لا يزعجني أن يقال هذه ''سالي الفهامة''، بل مستعدة للعمل مع الفريق 15 سنة إضافية وأتنازل عن عروض أعمال أخرى. حاليا لا أطمح في دور بطولة معين، مع أنني أحتفظ لنفسي برغبة في تقمص شخصية في عمل ديني محترم وباللغة العربية الفصحى التي أجيدها. بصراحة أكثر سأفكر جديا في البحث عن أدوار جديدة عندما أتيقن أن التلفزيون يعمل من أجل النوعية وليس من أجل الكمية الفارغة المضمون.