اخترق نحو ألفي متظاهر لفترة قصيرة، أمس، الطوق الأمني الذي فرضته قوات الأمن على ساحة أول ماي، استجابة لنداء التنسيقية الوطنية للتغيير الديمقراطي، وتمكنوا من التجمع وسط ساحة أول ماي لفترة ثلاث ساعات كاملة، بعدما منعوا من الوصول إلى ساحة الشهداء· وقد تمكنت عناصر الشرطة من وقف تقدمهم، وانتشر ثلاثون ألف شرطي بالزي الرسمي والمدني، معززين بمئات المدرعات في وسط العاصمة لمنع المسيرة السلمية· وقبيل الموعد المقرر لبدء المسيرة، في الساعة الحادية عشرة صباحا بالتوقيت المحلي، جرت صدامات بين قوات الأمن والمتظاهرين الذين قدرت الشرطة عددهم ب ,800 بينما قدر المنظمون عددهم بألفين، واعتقلت الشرطة عددا من المتظاهرين، بينهم فضيل بومالة أحد مؤسسي التنسيقية الوطنية للتغيير والديمقراطية وخمسة نواب من حزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية، سرعان ما أخلي سبيلهم، في وقت قدرت وزارة الداخلية عدد الموقوفين ب 14 موقوفا، أما منظمو المظاهرة فقد عددهم ب 200 شخص· وقد تميزت المظاهرة بأحداث خاصة: الثامنة والنصف: انتشرت قوات الأمن عبر كل مداخل العاصمة وساحة أول ماي وهي مدججة بعناصر شرطة مكافحة الشغب، وكذا سيارات مصفحة والسيارات الخاصة بخراطيم المياه، إضافة إلى العصي والقنابل المسيلة للدموع· التاسعة: وصول المحامي مصطفى بوشاشي رئيس الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان مرفوقا ببعض المحامين، وتحت تصفيقات بعض المتظاهرين أحاطت به قوات الأمن التي شرعت في توقيفهم، من بينهم الصحفيان فضيل بومالة وعلي رحايلية، وكذا بعض المتظاهرات، بحيث تكفلت الشرطيات بتوقيفهن· التاسعة والنصف: وصل الأستاذ علي يحيى عبد النور الرئيس الشرفي لرابطة حقوق الإنسان مرفوقا بالمناضل الحقوقي أرزقي آيت العربي، فيحاصره الصحفيون والمصورون وهو يدلي بتصريحات صحفية طالب خلالها بضرورة التغيير الديمقراطي في البلاد· العاشرة إلا الربع: وصول بعض المراهقين إلى ساحة أول ماي مرددين شعارات مناهضة بالمتظاهرين، دون أن يصطدموا بهم، وهم يرددون شعارات غالبا ما يتم تداولها في ملاعب كرة القدم· العاشرة: وصل أمازيع كاتب ابن الأديب كاتب ياسين مرفوقا بعشرات الشباب الذين كانوا يرددون شعارات تطالب بالتغيير من بينها ''الشعب يريد إسقاط النظام''· كما حضر الموزع الموسيقي المعروف صافي بوتلة· وقد حاولت مصالح الأمن منعه من الالتحاق بوسط ساحة أول ماي وحاصرته على مستوى مقر وزارة الشباب والرياضة· وبعد ربع ساعة وصل علي بن حاج الرجل الثاني في الحزب المنحل وسط تكبيرات بعض مناضلي الحزب المنحل الذين منعوا مصالح الشرطة من توقيفه، حيث قاموا بحمايته، لكن عناصر الشرطة دفعت بالمتظاهرين المحيطين به إلى وسط حي ''الأفواج'' لعدم تمكينه من الالتحاق بالمعتصمين وسط ساحة أول ماي· العاشرة والدقيقة الواحدة: يصل سعيد سعدي إلى وسط ساحة أول ماي وسط تصفيقات الحاضرين ليقف إلى جانب غريمه السياسي علي يحيى عبد النور وكذا أرزقي آيت العربي وعبد الحق برارحي وعبد القادر مرباح رئيس حزب ''مجد''، مدلين بتصريحات صحفية مختلفة، في وقت كانت تنبعث شعارات مساندة للحكومة من بعض المراهقين الذين سرعان ما انضموا إلى جموع المتظاهرين، بعد ترديد شعار ''قضية وطنية يا شباب العاصمة''· الحادية عشر تماما: عشرات المواطنين يلتحقون بوسط الساحة وهم يرددون شعارات مختلفة، وتحت مراقبة أمنية منعوا من بلوغ نافورة وسط ساحة أول ماي للسير، وينقلب المراهقون على أمهرهم ليلتحق بهم أيضا عشرات الشبان من حي بلكور الشعبي وكذا عشرات الأشخاص ذوو التوجه الإسلامي، كما يظهر من هندامهم، القميص واللحية· الحادية عشر والربع: بين كر وفر تمكنت عناصر الأمن من توقيف علي بن حاج الذي كان يردد شعار ''خاوة خاوة نسقطوا النظام''، وكذا ''الشعب يريد إسقاط النظام''· وقد حاول المتظاهرون حماية علي بن حاج بعد حوالي ساعتين من الأخذ والرد ومنع من قبل المتظاهرين· منتصف النهار: مئات المتظاهرين يحتلون ساعة أول ماي، وهم يرددون شعارات مناهضة للسلطة ومطالبين بالرحيل وتبدأ مصالح الأمن في إطلاق سراح الموقوفين، خاصة النساء اللواتي قدر المنظمون عددهن ب 50 فتاة، بالإضافة إلى إطلاق عدد من المتظاهرين، مع بقاء عدد منهم قيد التوقيف التحفظي من بينهم نشطاء حقوقيون وحتى محامون· منتصف النهار و20 دقيقة: وزارة الداخلية تصدر بيانا تؤكد فيه أن عدد المتظاهرين بلغ 250 متظاهر مع توقيف 14 متظاهرا فقط، في وقت كانت الأهازيج ما زالت تعم وسط ساحة أول ماي ويتواصل التظاهر إلى غاية الساعة الثانية بعد الزوال وهم يرددون أيضا شعار ''مبروك علينا هذي البداية مازال مازال''· العاصمة تحت الحصار وعشرة آلاف شرطي كانوا وسط العاصمة أفادت مصادر أمنية مطلعة ل ''الجزائر نيوز'' أن أكثر من عشرة آلاف شرطي كانوا وسط العاصمة صباح أمس، لمنع المسيرة التي دعت إليها التنسيقية الوطنية من أجل التغيير الديمقراطي، في وقت انتشر باقي الأفراد المشكلين من 30 ألف عنصرا، بحسب مصادرنا، في محيط العاصمة· وقد تم تخصيص 15 عربة مصفحة ''جرارات''، خاصة بإزالة المتاريس والأنقاض، تحسبا لحدوث أعمال شغب، وكذا ثلاث شاحنات خاصة بخراطيم المياه الموجهة لتفريق المتظاهرين· وزود أغلب أفراد الأمن بالهراوات والغازات المسيلة للدموع، في وقت أن عدد الشرطيات اللواتي جندن لهذه المظاهرة بلغ 300 شرطية·