منعت قوات الأمن أمس، مسيرة دعت إليها ''التنسيقية الوطنية من أجل التغيير والديمقراطية'' بساحة أول ماي، وشكل عناصر مكافحة الشغب والقوة العمومية طوقا محكما على الساحة لمنع المتظاهرين من السير نحو ساحة الشهداء التي كانت الوجهة المقررة لمنظمي المسيرة كما كان مبرمجا من قبل· في حين تشكلت داخل الساحة ثلاثة تجمعات محدودة من المتظاهرين مثلت واحدة منها بعض الشباب الذين التفوا حول القيادي السابق في الحزب المحظور علي بلحاج· بالمقابل شكل مناضلون تابعون لحزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية وناشطون سياسيون ونقابيون ينتمون إلى التنسيقية مجموعة ثالثة· كما احتشدت مجموعة ثالثة تتشكل من الشبان الرافضين للمسيرة الهاتفين بحياة الرئيس بوتفليقة·وبدأ تجمع المتظاهرين في حدود الساعة التاسعة صباحا، حين شرع عدد من أعضاء التنسيقية الوطنية من أجل التغيير والديمقراطية التوافد إلى ساحة أول ماي التي شهدت طوقا أمنية مكثفا شمل مخارج ومداخل الساحة، الأمر الذي حال دون تمكن المتظاهرين من السير نحو ساحة الشهداء، ورفع المتظاهرون الذين قدر عددهم بين 300 و500 شخصا شعارات تدعو للتغيير والديمقراطية تخللتها هتافات ''الشعب يريد إسقاط النظام'' و ''بركات بركات السرقات بالمليارات''، وقاد المظاهرات خلال الساعات الأول من صباح أمس الرئيس الشرفي للرابطة الوطنية للدفاع عن حقوق الإنسان علي يحي عبد النور ومصطفى بوشاشي رئيس الرابطة وإعلاميين كفوضيل بومالة وعلي رحايلية اللذين تم توقيفهما خلال بداية المظاهرات·وبدأ تدخل قوات مكافحة الشعب وعناصر الشرطة في كل مرة يحاول المتظاهرون فيها اختراق الطوق الأمني للسير باتجاه نهج حسيبة بن بولعيد وسط العاصمة، حيث أوقفت النائبة بالبرلمان ليلى حاج أعراب، قبل أن يطلق سراحها من قبل شرطيات اقتادوها إلى محافظة الشرطة الثامنة، لتعود بعد إطلاق سراحها مجددا إلى الساحة لتنظم إلى المتظاهرين· كما شهدت الساحة عمليات كر وفر بين قوات مكافحة الشغب والمتظاهرين كلما اشتدت المناوشات بينهما ويضطر المتظاهرون إلى الجلوس أرضا عندما يحاول عناصر الأمن توقيفهم·وأدى دخول علي بلحاج منتصف النهار في صفوف المتظاهرين رفقة عدد من المتعاطفين إلى مناوشات كلامية بينهم وبين مناضلي الأٍرسيدي، حيث لم يهضم بعض أنصار سعدي تواجد بلحاج وسطهم وحاولوا طرده حين كان يتحاور مع بعض المتعاطفين معه الذين حاولوا اختراق الحاجز الأمني، لكنهم فشلوا في ذلك بسبب التواجد الأمني المكثف·في المقابل تجمع عشرات الشباب في محيط ساحة أول ماي بالقرب من محطة الحافلات المركزية، وراحوا يهتفون بحياة الرئيس بوتفليقة وانتقاد زعيم الأرسيدي، الأمر الذي أدى إلى وقوع مناوشات حادة بينهم وبين المتظاهرين، حيث استعمل خلال المناوشات الرشق بالحجارة والمفرقعات· كما حاولت إحدى مناضلات الأرسيدي ضرب أحد الشبان بسبب هتافه بحياة الرئيس، لكن تدخل قوات الأمن حال دون تطور الأحداث· وكانت الكامرات قد صورت صباح أمس سعيد سعدي رئيس التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية وهو يتهجم بالضرب على عنصرين من قوات الأمن أبدوا ضبطا كبيرا للنفس في التعامل معه، وذلك بعد أن تم منعه من السير نحو الأمام· كما شهدت المظاهرات اعتقالات مكثفة لكن في كل مرة يتم فيها إطلاق سراح الموقوفين مباشرة بعد استجوابهم·واعتقلت مصالح الأمن مصطفى بوشاشي، رئيس الرابطة الوطنية للدفاع عن حقوق الإنسان، لكنه بمجرد أن أطلق سراحه عاد مجددا إلى الساحة ودعا المتظاهرين إلى التمسك بالمسيرة ومواصلة التجمع· وقد غص المكان بعدد غفير من الفضوليين الذين قدموا لاستطلاع الوضع كما لوحظ الحضور المكثف لوسائل الإعلام الأجنبية من أجل تغطية المظاهرات·