منعت أمس قوات الأمن الأساتذة المتعاقدين الذين قدموا من مختلف ولايات الوطن من التجمهر أمام مقر رئاسة الجمهورية، وقد شهدت الساحة المقابلة للرئاسة مشادات كلامية بين الطرفين وتم توقيف بعض الأساتذة ليتم إطلاق سراحهم فيما بعد، وقد توعد هؤلاء بالعودة إلى الإضراب عن الطعام شهر مارس المقبل في حال عدم اتخاذ الاجراءت اللازمة لتسوية وضعيتهم مطالبين برحيل بن بوزيد ومهددين بعدم الانتخاب في الرئاسيات المقبلة. لم يتمكن الأساتذة المتعاقدون الذين قدموا من عدة ولايات بما فيها قسنطينة، البويرة، البليدة، بجاية، مستغانم، سطيف إضافة إلى الجزائر العاصمة، من تبليغ انشغالهم إلى رئاسة الجمهورية خلال الاحتجاج الذي شنوه صبيحة أمس، وذلك بعدما استعملت قوات الأمن العنف ضدهم ومنعتهم من الوصول إلى أمام مقر الرئاسة ثم محاصرتهم إلى غاية تفرقهم، وقد لجأت مصالح الأمن إلى توقيف بعض الأساتذة وأطلقت سراحهم فيما بعد وهو ما أثار غضب هؤلاء وتوعدوا بالعودة مرة ثانية للإضراب عن الطعام في أول يوم من العطلة الربيعية المقبلة إذا لم تؤخذ مطالبهم بعين الاعتبار. وتتمثل أهم المطالب الأساسية لهذه الفئة التي تضم ما يعادل 40 ألف متعاقد عبر المستوى الوطني، في، إدماج كل المتعاقدين و إعادة إدماج الأساتذة المفصولين "تعسفا" إضافة إلى الشروع في تثبيت الأساتذة بعد سنة واحدة من التوظيف وفتح مناصب مالية للمواد الجديدة. وقد ردد المحتجين الذي تعدى عددهم ال60 أستاذ عدة شعارات تُطالب برحيل وزير التربية الوطنية أبو بكر بن بوزيد ووصفوه ب"الحقار" كما رددوا "بركات من العقود..الإدماج هو المطلوب " وهدد هؤلاء بعدم الانتخاب في الرئاسيات المقبلة في حال عدم تسوية وضعيتهم، وذهب ممثلو هذه الفئة عن مختلف ولايات الوطن إلى التأكيد بأنه يوجد من الأساتذة الذين لم يتلقوا أجورهم منذ سنة 2006 رغم الوعود الذي تقدم بها عدة مرات الوزير بن بوزيد مهددين بمواصلة الاحتجاجات إلى غاية استجابة السلطات لكل المطالب. وفي هذا السياق، أوردت مريم معروف رئيسة المجلس الوطني للأساتذة المتعاقدبن أنه سيتم إمهال الوصاية إلى غاية شهر مارس المقبل لتجسيد المطالب في الميدان وإلا العودة مرة ثانية إلى الإضراب عن الطعام خلال أول يوم من العطلة الربيعية، بحيث قرر لغاية الآن، تضيف، ما يعادل 13 أستاذ من الجزائر العاصمة وولاية مستغانم استعدادهم للشروع في هذا الإضراب. من جهتهم تساءل ممثلي الولايات عما أسموه المسابقات التي وعد بها وزير التربية الوطنية أبو بكر بن بوزيد دون أن يتم الإفراج عنها لغاية الآن واصفين هذه الوعود ب"الكاذبة". جدير بالذكر هنا، أن رئيسة المجلس الوطني للأساتذة المتعاقدبن، مريم معروف كانت سلمت في وقت سابق رسالة إلى رئاسة الجمهورية وتم وعدها بالتدخل لدى وزارة التربية الوطنية من أجل فتح أبواب الحوار ودراسة المطالب وهو الشيء الذي لم يتحقق لغاية الآن.