تمكن عدد كبير من المجرمين من تنفيذ مخططاتهم الإجرامية، باستغلال الفتيات القاصرات اللائي يدخلن عالم الإجرام بتحريض منهم دون علمهن بما سيلحق بهن وبعائلاتهن من ضرر. ففي لحظة طيش يصبحن مروجات للمخدرات ويدخلن عالم الدعارة دون أدنى اعتبار للمحيط الذي يعشن به، خاصة بعد الإغراءات التي يتلقينها من قبل هؤلاء الأشخاص الذين يتمكنون بواسطتهن الوصول إلى مبتغاهم. فقضايا هتك العرض وتحريض القاصرات على الفسق والدعارة أخذت حيزا كبيرا بالمحاكم الجزائرية، وهي من بين القضايا المطروحة بكثرة على محكمة جنايات العاصمة، ومن بينها قضية الفتاة القاصر التي لا يتعدى سنها السادسة عشر، هذه الأخيرة التي تعرّفت على شاب في العشرينات من العمر خلال صائفة ,2010 وتوطدت بينهما علاقة غرامية، قام خلالها الشاب بتحريض الفتاة القاصر على الهروب من منزلها، وهذا ما فعلته هذه الأخيرة التي رافقته دون أن تُعلم أهلها بمكان تواجدها، وخلال ذلك استغلها صديقها وشخص آخر في ترويج المخدرات والدعارة، وأثناء غيابها تقدم والد الفتاة بشكوى لدى مصالح أمن باب الوادي تفيد باختفاء ابنته القاصر في ظروف غامضة، ولم يتم العثور عليها إلا بعدما شاهدتها جارتها مع الشاب وأخبرت أهلها بذلك، وبناء على التحريات التي قامت بها عناصر الأمن تم توقيف المتهمين والعثور على الفتاة القاصر. وخلال التحقيق مع المتهمين، أنكرا أنهما استغلا الفتاة في ترويج المخدرات والهروب معه. وفيما يتعلق بهتك عرضها، فقد أكدا أنها لم تكن عذراء، وأن ما فعلاه كان برضاها. وبخصوص الضحية، فقد أكدت هي الأخرى أنها لم تكن تروّج المخدرات وإنما كانت تستهلكها فقط. وعلى أساس هذه الوقائع تم إحالة المتهمين في الربيع الثاني من العمر على محكمة جنايات العاصمة لتورطهما في جناية هتك عرض وتحريض قاصر على الفسق والدعارة، وهي القضية التي ستعالجها محكمة جنايات العاصمة.